الخميس، 26 يناير 2012

الي رؤساء المجالس المحلية في جميع ربوع ليبيا الحبيبة




بعد التحية والسلام /
لاننكر حقيقة أن مجلسنا الانتقالي هو من قام بتنصيبكم كرؤساء للمجالس المحلية في المناطق والمدن التي تنتمون إليها وان هذا القرار قد تم اتخاذه نظرا للظروف التي كانت تمر بها المناطق والمدن الليبية في تلك الفترة والتي لم تكن مواتية لااجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة وفي الوقت نفسه كانت هناك حاجة ملحة لتعيين رؤساء للمجالس المحلية .
ولكن اليوم, نوذ أن نعلمكم بأن معظمنا يلقي عليكم بأقصى درجات السخط والتذمر جراء تشبثكم الغير مبرر بهذه المراكز علي الرغم من علمكم التام بان أغلبية الشعب الليبي في جميع مناطقه ومدنه قد قرر تفعيل إلانتخابات الديمقراطية لإختيار رؤساء جدد لتمثيله في جميع المجالس المحلية وذلك نظرا لان جميع عوائق الأمس لم يعد لها وجود اليوم والمناخ جد ملائم لإدارة عجلة الديمقراطية.
 ولكن وللأسف الشديد يبدوا أن سحر الكراسي قد اخذ مفعوله بشكل سريع وتجلي ذلك بوضوح عندما قررتم رفضكم التام الاستجابة لمطالب الشعب وانتهاجكم لنهج التحدي في غفلة تامة من أن طوفان الثورة قادر علي أن يقتلعكم من الكراسي التي تجلسون عليها في أية لحظة...
أقول لكم, اتقوا الله في أنفسكم وفي دماء الشهداء واتقوا الله في هذا الشعب الطيب المتعطش لكاس الحرية والديمقراطية واعلموا بأن الشرعية التي تتدعونها !!! قريبا ستجنون ثمارها..!! 
لماذا يااخوتي نراكم تماطلون وتتعالون  علي الشعب الذي ذوي بأعلي صوته وقال *ارحلوا عنا فلم نعد نريدكم*, أوا يصعب عليكم فهم هذه الكلمات البسيطة...أولا تعلمون بأن الشرعية الحقيقية هي تلك التي تكون مستمدة من الشعب... أما سمعتم عن كلمة *استقالة* من قبل؟؟؟   فوالله لكم أتعجب من جم حبكم لهذه الكراسي الفانية وكأنها كراسي الخلد...
إخوتي رؤساء المجالس المحلية, ارجوا منكم أن تكونوا سندا حقيقا لأهداف ثورتنا المجيدة وان تحدوا حدوا رؤساء المجالس السابقين في منطقة تاجوراء ومدينة زوارة, هؤلاء الذين احترموا رأي مواطنيهم فقرروا بشجاعة التنحي جانبا لإفساح الطريق للمواطنين للشروع في القيام بانتخابات ديمقراطية وهو ما تم بالفعل...فالكل يثمن عملهم هذا والكل يدعوا لهم بالخير ورحمة الوالدين علي مواقفهم الوطنية والتي بالطبع سيتذكرها تاريخنا... فلا تكونوا اقل شجاعة منهم وليكن لكم تاريخ مشرف نتذكركم به...فالفرصة مازالت سانحة فلا تتأخروا يهديكم ويرحمكم الله.
وهنا لايفوتني في هذا النداء, أن أتوجه برسالة إلي كل الليبيين الأحرار والي جميع مؤسسات المجتمع المدني قائلا بعد السلام, إخوتي يجب علينا أن نتضامن جميعا وان نكون يدا واحدة حتي نحقق مانصبو إليه وان لاننتظر من احد أن يمن علينا بشئ.  ولذا يجب علينا جميعا البدء فورا في الانتخابات المحلية متجاهلين تجاهلا تاما أولئك الذين أحبوا السلطة أكثر من حبهم لشعبهم ووطنهم ولنتركهم يقبعون في أماكنهم فلن يضرنا ذلك بشيء وعاجلا أم أجلا سوف يرضخون للأمر الواقع...وبذلك وبعد أن ننتهي من عملية الفرز, نقوم برفع النتائج النهائية إلي مجلسنا الانتقالي لكي يتم التصديق عليها واعتماد الرؤساء المنتخبين الجدد للمجالس المحلية.
وهنا وفي نهاية ندائي هذا أحببت أن اسرد قصة الفاروق رضي الله عنه مع والي حمص. هذا الوالي الذي أرجو أن يستخلص رؤساء المجالس المحلية الحالية بعض من خصلاته الطيبة والتي تعتبر امثلة يضرب بها المثل في التواضع والورع.  
 ---------------------------
ولّى عمر بن الخطاب رضي الله عنه سعيد بن عامر على حمص. ولم يمر وقت طويل حتى جاء إلى أمير المؤمنين وفد من أهل حمص. فقال لهم: "اكتبوا لي أسماء فقرائكم حتى أعطيهم من مال المسلمين".
فكتبوا إليه أسماء فقرائهم، فكان منهم سعيد بن عامر والي حمص. فسألهم عمر "ومن سعيد بن عامر؟".
قالوا: "أميرنا". قال عمر رضي الله عنه: "أميركم فقير؟".
قالوا: "نعم والله، إنه تمر عليه الأيام الطوال ما توقد في بيته نار، ولا يطبخ طعام".
فبكى عمر رضي الله عنه، ثم وضع ألف دينار في صرة، وقال: "أعطوه هذا المال ليعيش منه".
فلما رجع الوفد إلى مصر وأعطاه الصرة، قال سعيد: "إنا لله وإنا إليه راجعون!". وكأنه قد أصابته مصيبة، فسألته زوجته: "ما الأمر؟.. هل حدث مكروه لأمير المؤمنين؟!". قال سعيد: "أعظم من ذلك! دخلت على الدنيا لتفسد آخرتي".. قالت الزوجة: "تخلص منها!". وهي لا تعرف من أمر الدنانير شيئاً. قال سعيد: "أوتساعدينني يا زوجتي على أن أتخلص منها؟!".
قالت: نعم.
فوزع سعيد بن عامر الدنانير الألف التي أرسلها إليه عمر على فقراء المسلمين. وبعد فترة من الزمن زار عمر بن الخطاب رضي الله عنه حمص يتفقد أحوالها، وقابل أهلها وسألهم عن أميرهم سعيد بن عامر. فشكروا فيه وأثنوا عليه، ولكنهم شكوا لعمر بن الخطاب ثلاثة أفعال لا يحبونها فيه. فاستدعى عمر سعيد بن عامر وجمع بينه وبينهم. وقال عمر: ما تشكون من أميركم؟.
فقالوا: إنه يخرج إلى الناس متأخراً في النهار. ونظر أمير المؤمنين إلى سعيد وسأله أن يجيب. فأجاب سعيد: والله إني أكره أن أقول ذلك. ليس لأهلي خادم.. فأنا أعجن معهم عجيني، ثم أنتظر حتى يخمر، ثم أخبز لهم، ثم أتوضأ وأخرج إلى الناس.
ثم قال عمر: وما تشكون منه أيضاً؟
قالوا: إنه لا يرد على أحد في الليل!.
قال سعيد: والله كنت أكره أن أعلن ذلك أيضا. إني جعلت النهار لهم، وجعلت الليل لله عز وجل.
قال عمر رضي الله عنه: وما تشكون منه كذلك؟
قالوا: إن له يوماً في الشهر لا يقابل فيه أحداً.
فقال عمر رضي الله عنه: وماذا تقول في ذلك يا سعيد؟
فقال سعيد: ليس لي خادم تغسل ثيابي.. وليس عندي ثياب غير التي علي.. ففي هذا اليوم أغسلها، وأنتظر حتى تجف، ثم أخرج إليهم آخر النهار.
عند ذلك قال عمر رضي الله عنه: الحمد لله الذي لم يخيب ظني بك.
--------------------------
وفقنا الله وهدانا لما فيه خير بلادنا وعاشت ليبيا حرة أبيه يسودها الآَمن والرخاء.
والسلام خير ختام
بقلم \ م .رياض بلعيد

هناك تعليق واحد:

  1. lovely jubbly fantastic thanks so much

    Feel free to visit my web site - accident claims

    ردحذف