الجمعة، 10 أغسطس 2012

الشك والظن

الشك والظن 


إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه **** وصدق ما يعتاده من توهم لقد دابت علي الكتابة في قناة الزنتان منذ اللحظات الاولي لثورة 17 فبراير المباركة، وما كنت يوما ناصحا لقومي فلست باكثرهم علما ولا تقوي بقدر ما كنت مذكرا نفسي واياهم بما يجب علينا فعله وقوله. لا اخفي سرا لطالما شدتني الكثير من تعليقات القراء علي كل ما يجري علي الساحة. استطيع الجزم بان المعلقين علي الاحداث والاخبار والمقالات هم اصناف متنوعة ومتعددة يمكن اجمالها واختصارها في الاتي: الاول وهو الذي يركز علي الفكرة والمضمون ويناقش القضايا الاحداث بعمقOpen mind، ويفهم هذف ورسالة الكاتب من مقالاته، وهولاء هم من وهبهم الله المعرفة والعلم وهم قليلون اينما وجدوا،. هولاء الناس لا يهتمون بمن اتخذ القرار او كتب المقال او قدم البرنامج الحواري بقدر اهتماهم بالفكرة والهدف. الصنف الثاني من الناس يناقشون الحدث فقط بمعني Action دون الغوص في العمق، ومعرفة الهدف والمضمون من اتخاذ القرار او اجراء الحوار. يصنف علماء التربية والتعليم امثال هولاء بانهم متوسطي المعرفة والعلم، وهم الغالبية العظمي من الناس. الصنف الثالث هم الذين لا يهتمون بالفكرة او الهدف من القرار او المقالة او الحوار او البرنامج بقدر اهتماهم بالاشخاص. فهم لايقبلون الفكرة الجيدة طالما اتت من شخص لا يرغبونه، ولايقرأوا مقالا كتبه انسان لا يتفقون معه في الاراء، ولا يحترمون قراراُ جيدا اصدره شخص يخالفهم الفكر والمنهج، مع انهم في قرارة انفسهم يتفقون مع الكاتب او المحرر او متخذ القرار. امثال هولاء يقودهم عنادهم وبعدهم عن الحق المبين، ويربطون القرار والمقال والبرنامج بالاشخاص، لا بالقضية والهدف والمضمون. وهذا التفكير يبعدهم قطعا عن الحق المبين كما بعدت قريش يوم ان اقرت بحكمة القران وبيانه، ولكنهم اعترضوا لانه لم ينزل علي رجل من القريتين عظيم. قال الله تعالي وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ )) سورة الزخرف... ناتي الان لسؤال بسيط كيف تكون ردت فعل الناس تجاه اي قرار او حدث؟ الجواب عند رسول الله صلي الله عليه وسلم. المرء يري الناس بما فيه وبما تربي عليه وبما غرس فيه من اصول التربية. فالذي يكذب يري الناس تكذب وبالتالي ردت فعله مرتبطة بما فيه يقول لك (كذب في كذب)، والذي يسرق يري الناس يسرقون يقول لك (القرار هذفه سرقة المال العام)، والذي يشرب الخمر يري الناس سكري يقول لك (سبب ضرب الجرحي الليبين في الخارج لانهم كانوا سكاري) والواقع غير ذلك قطعاُ لكنه نطق بما فيه وليس بالحقيقة. اما المتشائم يقول لك قد هلك القوم وضاع البلد، مثله يرد عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديثه الصحيح من قال ان الناس هلكوا فهو اهلكهم. وهكذا دواليك اما التقي الورع من تربي علي نهج رسول الله يقول لك والله انه لقرار موفق نسال الله ان يتممه بخير، مقال جيد بارك الله في كاتبه، برنامج حواري ممتمع يشكر مقدمه، والحقيقة قد لا يكون المقال او البرنامج او القرار من الجودة بمكان، ولكنه نطق بما فيه. من قال ان الناس اتقوا فهو اتقاهم .. الحديث . وفي الختام فنحن لا نطالب باجماع الراي بل نؤيد اختلاف الاراء وتعددها وتعدد وجهات النظر ولكن يجب ان يكون ذلك مبنيا علي الاحترام للاخرين، وحسن النية وصدق التعامل. اختلف مع الناس ولكن بادب المسلم، وارفض ولكن بمنطق الصدق، وحلل الامور ولا تقبلها كما هي ولكن بروح المسلم الصادق وليس من باب الشك والظن. قدم حسن النية علي سوء الظن، لا تفسر الامور بنظرة اتهام وشك وريبة، نظرة مبينة على أسس واهية وأوهام وظنون سيئة ووساوس شيطانية ربما بسبب خلافات شخصية سببها الحقد أو الحسد سواء من أمر ديني أو دنيوي او بسوء ظن. وأيا كانت الأسباب فيبقى سوء الظن صورة سيئة وفعل مذموم قبيح يشين صاحبه ما لم يكن هناك دلائل قوية تدعمه وبراهين تؤكده ترقى به من الظن إلى اليقين. لذا نقول لكل من وقع في مثل ذلك اتق الله في نفسك وفي أخوتك وأحسن الظن بهم وألتمس لهم الأعذار ما استطعت لذلك سبيلا فإن لم تجد لهم عذرا فلُم نفسك أن عجزت عن إعذار أخوتك واتهم نفسك بالتقصير. جعلني الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه...



                                                           محمد الزنتاني

هناك تعليقان (2):

  1. مقال جيد بارك الله في كاتبه

    ردحذف
  2. At first I didn't pay a great deal consideration to the call but humored the representative anyway. Quickly I was taken in not by the income pitch nor the smoothness but rather the details. The same day loans no fees loan officer proceeded to talk with me about the pitfalls and tricks from other lenders. He even told me about http://www.16dtw.com/Shownews.asp?id=54149 which I was really interested to hear. I examined this with two lenders I had believed would deliver me a deal I could live with.

    ردحذف