الثلاثاء، 3 يوليو 2012

الامــــــــــــن والامــــــــان


 الامــــــــــــن والامــــــــان

 يتحجج من يوالي النظم السابق عند ماتحاوره أول ما يبدأ كلامه يقول كنا في أمن وأمان وقد افتقدناه الان ، من هذه البداية تعرف بأنه موالي للقذافي ويحن لايامه ويتمنى عودتها . من بين هؤلاء وللاسف من يلبسون عباية رجال دين وقدعميت بصيرتهم ، يقولون كنا أيام القذافي ننام وبيوتنا وسياراتنا مفتوحة ولا أحد يتجرأ بالاقتراب منها ربما هذا الكلام ينطوي على من لا يعيش في ليبيا ولا يعرفها أما من يعيش في ليبيا فيعلم علم اليقين بأنه لم يكن هناك لا أمن ولا أمان الا أمن القذافي ونظامه أضرب لكم مثلا بحادثتين وقعتا كالاتي : . الاولى كانت لممرضة بالمستشفى وكانت من ضمن فريق الحرس الثوري تناوب على حراسة القذافي ذات مرة وصلت صباحا الى قسم الجراحة متأخرة بعض الشيئ فهرعت مسرعة الى غرفة العمليات الجراحية تاركة سلاحها " بندقية كلاشن كوف في السيارة" وعند الانتهاء من العملية نظرت من الشباك فلم تجد سيارتها اتصلت فورا بالهاتف بمكتب قلم القذافي وأبلغتهم بما حدث وما هي الا دقائق حتى نصبت الحواجز على مداخل مدينة طرابلس وبدأ تفتيش السيارات بحثا عن البندقية ، وبعد حوالي نصف ساعة واذا به شقيق الممرضة يصل الى القسم بالسيارة ذاتها واتضح فيما بعد أنه كان لديه نسخة من مفتاح سيارة شقيقته الممرضة عندها اتصلت الممرضة فورا بمكتب القلم وأعلمتهم بما حدث ورفعت الحواجز وانتهى كل شيئ بالمقابل أخبرني ضابط برتبة رائد في البحث الجنائي بأنه اتصلت بهم مواطنة بالهاتف بعد منتصف الليل وقربت السماعة من باب المنزل وقالت لهم" اسمعوا الضرب على باب منزلي" اني أتعرض الان لهجوم من مجرمين وكانت تصيح بأعلى صوتها طالبة النجدة كان رد ظابط البحث الجنائي " نحن لانستطيع أن نصل اليك لانه لا توجد لدينا سيارة شرطة وقفل الهاتف في وجهها " . يمكن ان يسأل هؤلاء ان كان لا أمن ولا أمان في البلاد فمن المسؤول يا ترى عن ذلك ؟ اليس هو النظام الذي اطلق سراح ما لا يقل عن 17000 مجرم من ذوي الاحكام الثقيلة من السجون وزودهم بالسلاح وقد رأيتهم بأم عيني وهم يغادرون سجن الجديدة في طوابير وبصحبتهم المجرمون الافارقة وهم يحملون امتعتهم فوق رؤوسهم يلوحون ويهتفون بحياة الفاتح . ليعلم اؤلئك الذين يركضون وراء السراب ولا يزالون يناصرون النظام السابق ويحلمون بعودته انه لن يعود اليهم وتلك هي سنة الله في خلقه متمثلة في قوله تعالى "وتلك الايام نداولها بين الناس" على كل من لا يزال معمي البصيرة أن يفيق ويراجع موقفه ويعود لرشده لم يعد أمامكم الا طريق واحد الا وهو طريق التوبة والاعتذار والانخراط في مجتمع الثورة فمهما تستر بعضكم فلن يخفي الحقيقة ، الشعب يعرفكم ويعرف نواياكم لو يحاسبكم بمقاييس النظام السابق لكان اغلبكم الان في السجون ، أعلموا أن الشعب يراقبكم ويمهلكم والكرة في ملعبكم . الحمد لله البلاد اليوم في أمن وأمان والاستعداد للانتخابات جاري على قدم وساق وستقام دولة العدل والمساواة رغم انف الحاقدين ، ان هذه الثورة ستجنون ثمارها اسوة باخوتكم ان عدتم الى رشدكم وصوابكم قبل فوات الامان . قد ينجح البعض منكم في بعض الاعمال التخريبية لكن الاقدام على ذلك العمل سيكون عمل انتحاري يجر على فاعله الدمار والهلاك. وأخيرا أقول بالرغم من الانتشار المكشف للسلاح وحتى بيد الاطفال فان نسبة الجريمة منخفض جدا والمتجول في مدينة طرابلس يدرك صحة قولي ، فترى النساء يتجولن في الشوارع والمحال التجارية ويقدن سياراتهن بمفردهن حتى بعد منتصف الليل في أمن وأمان والشواطئ بدأت تزدحم مع بداية العطلة الصيفية ، أنا اعرف الكثير من الذين ممن تغير مستواهم المعيشي للاحسن بعد الثورة وتم توظيف ابنائهم الذين كانوا عاطلين عن العمل ولسنوات والقادم افضل باذن الله ، وما هي الا مسألة وقت وتكون قد حطت بنا السفينة في بر الامن والامان والدي كنا قد افتقدناه طيلة اربعة عقود مضت .



بقلم \ د.فرج ابوخشيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق