السبت، 30 يونيو 2012

أزمتنـــــــا أزمة أخـــــــــلاق


أزمتنـــــــــا أزمة أخـــــــــــلاق 

 الاستهداف المقصود و الممنهج الذي قام به النظام السابق للقيم المجتمعية الحاكمة و الراسخة بين الناس، أفضى إلى مجتمع يعاني من أزمة عميقة في الأخلاق يمكن رصدها دون عناء لدى الكثيرين في طريقة تناول الأمور و في أسلوب إدارة الخلافات و في تغليب المصلحة الذاتية الضيقة على غيرها دون اعتبار لأي ضرر قد يلحق بالوطن أو بجماعة أخرى فيه، كما يظهر هذا التشوه المجتمعي جليا في تصرفات لا تمت للدين الإسلامي و لتعاليمه بأي صلة في مجتمع يدعي التدين و يتباهى بالبعد عن المحرمات و النواهي و ترى أفراده في المناسبات الدينية يرفلون في جلابيب بيضاء متجهين زرافات و وحدانا إلى المساجد حتى يخيل لك أن ملائكة كرام قد هبطوا إلى الأرض. أزمة أخلاق، لأن من عبروا عن رفضهم للقانون الخاص بتعويض السجناء السياسيين و في سياق تبريرهم لرأيهم استخدموا نعوتا لا تليق برجال عظام و شجعان تحملوا في سبيل دينهم و وطنهم و شجاعة رأيهم ما لا يطيقه بشر، رجال كرام يتمنى المرء فرصة مصافحتهم، هل من الأخلاق أن يوصف من أوذوا لسنوات طوال بالمرتزقة و المأجورين و الأشرار و الطماعين، أليس عهرا فكريا أن يطاوع القلم من كتب "كلنا عانينا من نظام القذافي"، حقيقة لم أستطع أن أجد تشابها في المعاناة بين من كان في زنزانة ضيقة كقبر محروما من أهله و أحبابه تفترسه الأمراض منتظرا إطلالة متكررة لجلاد كريه لا يجلب معه سوى العذاب الأليم و بين من كان همه الحصول على كرت الجزيرة الرياضية ليشاهد مباريات كأس العالم مع صحبته و هم يلتهمون "الدلاع" البارد و المكسرات، هذا لا يمنع أن يكون لدينا نقاش مجتمعي فيه من يجاهر برفض القانون و توقيته و آلية التعويض و مقداره و هو رفض مقبول بل و مطلوب في إطار الحراك السياسي و في إطار مراقبة تصرفات السلطة في المال العام و في إطار حرية الرأي شريطة ألا يجرنا ذلك الرفض إلى تبرير أرائنا بالتجاوز الدنيء في حق الآخرين و هم من هم. أزمة أخلاق، لأن أصوات قذائف الهاون و صواريخ الجراد التي استخدمها القذافي و جنوده ما زالت تصم آذاننا و رائحة الموت التي نشرها ما زالت باقية في الأجواء و بكاء الأطفال و جزع الأمهات في المخيمات الحدودية ما زالا في مخيلتنا و ما زال موقف اخواننا في قطر و تونس و مصر و كل من ساعدنا قريب العهد لم ننس تفاصيله، و مع كل هذا أقام الدنيا و لم يقعدها كثيرون منا لأن خبرا ظهر في الإعلام و يا ليته كان صحيحا عن نية المجلس الوطني مساعدة اخوتنا في سوريا الذين يتعرضون لمثل ما تعرضنا له، كنا نملأ الدنيا صراخا طلبا للنجدة و المساعدة و عندما تفضل علينا المولى الكريم سددنا آذاننا و أغلقنا جيوبنا في وجه المضطر، أكاد أجزم أننا لو طهرنا أموالنا بمساعدة مالية يسيرة لمن يحتاجها لما ولغ عديمو الضمير في عشرات أضعافها من المليارات التي أسيء التصرف بها كما هو حادث الآن في معظم الملفات في الدولة الليبية. أزمة أخلاق، لأن الاعتداء على أملاك الناس و أرزاقهم ما زال مستمرا و ما زلنا نرى التنازلات و البيع و الشراء في أملاك الغير و كأن القذافي ما زال حيا و كأن الثورة لم تقم و كأن شيوخ المساجد في خطب الجمعة يخاطبون شعبا آخر، هذه الاعتداءات المستمرة التي لن يصبر عليها أصحاب الأرزاق كثيرا هي تجسيد لانحدار الأخلاق و لانعدام تأثير الوازع الديني على مجتمعنا الذي أتمنى أن يذهب أبناؤه إلى المساجد في عيد الأضحى القادم بقلوب بيضاء و بحسن معاملة للناس و ليختاروا لجلابيبهم من الألوان ما شاءوا فذلك أطهر لهم و أنفع.




 خليل الكوافي اقتصادي ليبي

هناك 4 تعليقات:

  1. الأخلاق انعدمت
    اكيد والدليل موقفك مع ولي نعمتك
    وانت عارفه من ياخليل ياولد سالمه

    ردحذف
  2. الرماح التير2 يوليو 2012 في 10:25 ص

    كنت كلما استمعت إلى من يقول أن " القيادة فن وذوق وأخلاق" تساءلت عن علاقة القيادة بالذوق والأخلاق وكنت أرى أن القيادة لها علاقة بالفن الذي هو مهارة القائد أما باقي علاقاتها مع الذوق والأخلاق فلم تكن محسوسة لدي إلى أن فقدت القيادة في بلادنا كل من الذوق والأخلاق فأصبحت ثغرة غيابهما واضحة وأدركت من الفوضى التي ترتبت عن غيابهما { الذوق والأخلاق } ان لهما علاقة كبيرة بالقيادة بل أن القيادة في الشوارع العامة تتحول الى محاولة انتحار او مشروع قتل عمد إذا غاب عنها الذوق أو الأخلاق أو كليهما وبهذا فإننا نثبت الشيء من نقيضه.
    أمن الأخلاق أن لاتحترم السيارات المصطفة انتظارا للشارة الخضراء ؟ أم أن إنتظارها ذلك ماهو إلا تعبيرا عن مدى سذاجة هؤلاء الذين يقودونها وعدم مقدرتهم على خرق الإشارة الحمراء ودونيتهم حيث أنهم لايستطيعون أن يفعلوا ذلك لأنهم غير واصلين وغير مترفعين عن باقي الليبيين بل عن كل السائقين حيث اصبح يشاركنا في حياتنا كل العالم ؟ أمن الأخلاق ان يجتاز احدهم سيارتك من اليمين في الطريق السريع ليعاود الدخول امامك مباشرة في حركة تهوريه لاتقود الا الى الكوارث ؟ اليس من منتهى غياب الأخلاق أن يجتاز أحدهم الإشارة الضوئية الحمراء بعد ان يتعدى كل الواقفين احتراما لها من يمينهم ثم يتوقف بعد اجتيازه الإشارة بعشرين مترا فقط ليشتري علبة سجائر؟ ام من يركب سيارة فاخرة ويرمي على من وراءه من السيارات بكوب القهوة الفارغ أو علبة السجائر الفارغة أو في بعض الأحيان منديل ورقي يحوي فضلات أنفه وفمه؟ ... أعتقد ان هذه الممارسات اصبحت ظاهرة في كل مكان ومشاهدة للعيان سواءا منهم المسؤولين وغيرهم من المواطنين وهي فعلا دليل على ان القيادة لابد ان تكون اخلاقا وذوقا وإلا فإنها تصبح سفالة وقلة ادب وغياب ذوق .

    ردحذف
  3. أي أمن وأي أمان أنتم حربتو حت الله هدمتو بيوت الله مساجد في منطقة الشقيقه بصاوريخ جراد وقتلتم النفس التي حرام الله إلا بلحق ألا للعنت الله علا القوم الظالمين

    ردحذف
  4. This post will help the internet visitors for building up new web site or even a weblog from start to end.
    my web page > manchester city transfer rumours transfer news

    ردحذف