السبت، 26 مايو 2012

من أفعالكم الوادي الحمر احمرّ خجلاً


من أفعالكم الوادي الحمر احمرّ خجلاً


 دعونا نرجع بالذاكرة إلى يوم 15 فبراير و ما تلاه من أيام و دعونا نتصور سيناريو آخر غير الذي حدث بعد انتفاضة أبناء بنغازي و لنفترض أن البيضاء لم تتحرك بهذا العنفوان و اختارت أن تصمت و أن مصراتة لم تصرخ يا بنغازي مش بروحك نحنا ضمادين جروحك و آثرت السلامة و أن الزاوية بقيت ساكنة و لم تنهض كالعنقاء ترقبا للنتائج و أن الزنتان لم تزأر و اكتفت بالمشاهدة و أن اجدابيا و غريان و باقي مدن الجبل الأخضر و مدن جبل نفوسة و طبرق و طرابلس ظلت كلها مدنا هادئة و كأن الأمر لا يعنيها أتعرفون ماذا كان سيحدث؟ كان القذافي سيحتوي الأمر بكل سهولة كما احتواه في أحداث السفارة الإيطالية عام 2006 في بنغازي و كان سيوجه كل قدراته الأمنية و العسكرية و اللوجستية و التفاوضية باتجاه بنغازي و لو احتاج الأمر كان سيطوقها عن بعد و يمنع الدخول إليها و الخروج منها حتى يستتب الأمن و يسيطر مرة أخرى كما تعود طوال 42 سنة و من يعاونه في ذلك متوفرون بكثرة. ما فوت على القذافي الفرصة هو أنه وجد نفسه عمليا مضطرا لمواجهة الليبيين على مساحات شاسعة و في جبهات متعددة و هذا ما كان ليحدث لو استكان باقي الليبيين و تركوا بنغازي للقذافي ليفترسها، ما الذي دعا الليبيين للتحرك رغم الأثمان الغالية المتوقع دفعها إنها أخوة الوطن إنها أخوة الدين إنها الفطرة السوية إنها وحدة المصير. أمر مؤسف أن يأتي الآن من ينفخ في جمر الفتنة بين الليبيين عاملا على تقسيمهم مستغلا البسطاء لأمر في نفسه، ادعاء أن حدود منطقة مصراتة العسكرية هي إلى الوادي الحمر و تضخيم الأمر و تسويقه بخبث مفضوح مع أن الأمر حتى و إن صح لا يغير من الأمر شيئا و لا يرتب لا لمصراتة و لا لغيرها حقا، دمج المناطق العسكرية أو فصلها أو توسيعها أو تقليصها أو استحداثها أمر منوط بقيادات الجيش الوطني و برئاسة الأركان و يتم بناء على دواعي المصلحة الوطنية و هو شأن فني لا يرسل أي اشارات ضمنية من أي نوع و لا يعطي دلالات من أي شكل، و التسمية أساسا لا دلالات لها فكان يمكن أن يتم ترقيم المناطق العسكرية بدلا من تسميتها و كون المنطقة العسكرية تحمل اسم منطقة مصراتة العسكرية لا يعني أنها تضم فقط الضباط و الجنود الذين ينحدرون من مصراتة بل إنها تضم كل أبناء الوطن دون تفرقة و هكذا الحال بالنسبة لباقي المناطق العسكرية لأن طبيعة عمل الجيوش في الأساس تقتضي تنقل الضباط بشكل مستمر بين المناطق العسكرية. أما الاستعراضات العسكرية المسلحة خارج إطار الدولة و ترويج النعرات الجهوية اللئيمة فهو أمر خطير و مؤسف و سيجر البلد إلى ما لا يحمد عقباه، الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها كفاكم فتنة اخجلوا قليلا من دماء الشهداء و من آلام الجرحى، أفعالكم يخجل منها كل ذي قلب و ضمير حتى الوادي الحمر نفسه الذي شهد المقابر الجماعية لثوارنا و كان شاهدا على بطولاتهم، من جراء محاولتكم استخدامه لتحقيق مآربكم احمرّ خجلاً. 



 خليل الكوافي اقتصادي ليبي

هناك 3 تعليقات:

  1. تحشم علي وجك ... عيب ... الوادي الحمر رسالة ، تحشم وأفهم وبطل فتنة بين بنغازي والبيضاء .. برقة تحررت في 4 أيام شوف من اللي كان مع القذافي وبعدها قول بنغازي ولا طبرق

    ردحذف
  2. اترك تعليقك لخالد الخويلدي احسن .

    ردحذف
  3. عبدالله المصراتي27 مايو 2012 في 11:29 م

    بسم الله الرحمن الرحيم , إخوتي لالزوم للمزيادة على بعضنا وفكونا من شرق وغرب ونعرة الجاهلية , يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (دعوها فإنها منتنة) , وصاحب المقال لم يخطئ في كلامه , ولو اتهمت أي منطقة أخرى غير مصراتة لنبذنا ذلك , دعونا إخوة متحابين همنا الاسلام ثم وطننا الحبيب ليبيا نبنيه بالمحبة والتعاون. وشكرا

    ردحذف