نحتاج إلى جبال من حبوب الهلوسة يا أخ شمام
"الدستور يجب أن يكتبه الثوار الحقيقيون و تقرره المدن المنتصرة و هي معروفة أما من انهزموا في الحرب فلهم حق المواطنة فقط و هذه شرائع الحرب فالمنتصر من يكتب الدستور" ما سبق هو كلام السيد محمود شمام ، منطق لا يمكن أن يقبله أي إنسان عاقل و بكامل وعيه إلا في حالة واحدة هي تعاطيه لجبال من حبوب الهلوسة، تلك الجبال التي أشار إليها السيد شلقم في خطابه الشهير في جلسة مجلس الأمن.
ماذا قصد السيد شمام من كلامه؟ هل يكتب الدستور بحيث تكون أولوية التنمية و التعيينات لمدن دون أخرى؟ هل سيصنف الدستور المنتظر المواطنين الليبيين إلى ثوريين و رجعيين؟ هل سينص في الدستور الجديد على إيصال الكهرباء و المياه الصالحة للشرب لمناطق دون مناطق؟ هل سيقتصر تجهيز المدارس بالمعامل على أماكن معينة من ليبيا و بنص دستوري ؟ هل نجد مادة دستورية تتحدث عن تطوير النظام الصحي لمدن تضم قبائل معينة أما الباقون فعليهم التوجه إلى تونس و الأردن؟ ما هذا الهراء، لو كان هذا حال من نتصورهم مثقفين و من يفترض في خطابهم أن يكون تنويريا فلا نلوم إذن عامة الناس إن اشتطوا في آرائهم و مقترحاتهم و تصوراتهم للمرحلة القادمة.
لدينا فرصة في إقامة دولة علينا أن نغتنمها بإرساء العدل و بتمكين القضاء النزيه الذي يحاسب كل من أجرم ولا يسمح لأحد كائنا من كان بالإفلات من العقاب، أما من لا يثبت في حقه ارتكابه لجريمة أو تعديه على القانون فله كل الحقوق مثله مثل أي مواطن صالح، أسلوب العقاب الجماعي لمدن بكاملها منافٍ للشرع و للمنطق و للحس الإنساني السليم و لبديهيات السياسة و لأبجديات إدارة الدول و لا أجد له تفسيرا سوى أن السيد شمام عندما جال بخاطره هذا الكلام كان في نزهة على سفوح إحدى جبال السيد شلقم في يوم جميل به نسائم لطيفة محملة بعبير يفعل الأفاعيل.
خليل الكوافي
اقتصادي ليبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق