المجلس والقدافي وجهين لعملة واحدة
لعب القذافي مند انقلابه المشئوم علي وثيرة القبيلة بليبيا وسخرها لخدمته وخدمة نظامه وحاول اذكاء نار الفتنة بين هذه القبائل وصرف الكثير من اموال هذا الشعب ليفرق هذا الشعب معتمدا في ذلك على منهج اخواله (فرق لكي تسد ) ومن اجل تحقيق ذلك استخدم اناس يعرفون جيدا الحساسيات القديمة بين القبائل لينفخ فيها من جديد ثارة يحرض العرب على الامازيغ وثارة الامازيغ على العرب .
عندما انتفضت بني وليد في 1993 كان يرى ان العقاب الجماعي لهم هو ضمهم لمصراته مستغلا حساسيات قديمة بين القبيلتين و اجبر الورفلي الذي يحتاج الي علم وخبر او شهادة ميلاد بالذهاب الي مصراته وهو يتلذذ من باب العزيزية بمعاناة هؤلاء الناس وراى انه بذلك يشفي غليله من اناس طالبوا بحياة مثل باقي البشر .
هو يعرف جيدا بأن اي مناخ تفاهم وود بين القبائل الليبية سيكون خطرا عليه وعلى حكمه فلم يدع وسيلة الا وانتهجها من اجل افساد ذات بين بينهم. استخدم كويتب ليزور التاريخ ويوزع حسب رغبته صكوك الجهاد وصكوك الخيانة وفقا لرغباته واهوائه وكانت المكافاة سخيه وهي سفير لليبيا في احدى الدول الخليجية.
وعندما طفح كيل الشباب وقرروا التضحية بانفسهم من أجل عزة هذا الوطن وكبرياء هذا المواطن ,لم يستخدم المرتزقة والجراد فقط لمقاومتهم بل اعاد عزفه على وتر القبيلية من جديد حيث وجه اكثر من نداء لبني وليد لتزحف علي مصراته لتطهيرها من"المصارته " ووجه نداء للمشاشيه للزحف علي الجبل الغربي لتطهيره من العرب والامازيغ وهو يعرف جيدا بعض الحساسيات بين الزنتان والمشاشية وباعتبار ان الزنتان هي بؤرة الثورة التي إلتف حولها وارتوت ارضها بدماء العرب والامازيغ فليس هناك حل الا المشاشية .حاول ايضا ان يحرض ورشفانة على الزاويه والمقارحة على اولاد سليمان
بعض القبائل ابتلعت الطعم وزجت بأبنائها جنبا الي جنب مع المرتزقة لتطهير باقي المدن الليبية من اناسها او على الاقل اغتصاب حرائرها وافساد الحرث والنسل فيها وسخرت هذه القبائل كل امكانياتها واراضيها لتصبح منطلقا لهذه العصابات والكتايب وسط زغاريد نسائهن .اما بعض الأخر ففهم اللعبة ووقف علي حياد ولم يبتلع ذلك الطعم لانه يعرف مدى سمية هذا الطعم.
نجحت بحمدالله وتوفيقه وعونه ثورة الشباب ليصبح عبدالجليل هو رئيس البلاد بإعتباره الشخص الذي حاز على اجماع الليبيين ,فكنا نقول ان الله سخر لثورتنا هذا الرجل ليقودها في هذه المرحلة الى ان اكتشفنا اخيرا انه ابتلاء من عند الله والحمدالله الذي لا يحمد على مكروه سواه .اغتيل رفيق دربه بمؤامرة ان كان يعلم بها فهي مصيبة وان لم يكن كذلك فالمصيبة اعظم وخرج لليبيين ينعي اغتيال هذا القائد والدموع في عينيه ويطمأنهم بان التحقيق سيفضح الفاعل ومن ورائه وتستمر الايام والشهود وقبيلة العبيدات "جزاهم الله كل خير " متمالكين اعصابهم من أجل الحفاظ على هذه الثوره . وعندما تعالت اشارات الاستفهام يخرج إلينا بقائمة بها مجموعة من المتهمين ,ويكلف فيما بعد احد هؤلاء بالسفارة في الهند قبل انتهاء التحقيق وعندما هدأت البلاد والعباد خرج علينا جلالته بمكافات الثوار وحددها رعاه الله ب 4000 دينار, وصل عدد الثوار الى 300,000 ثائر وتبدا قصة اهدار العام المال والسرقة من الحكومة قبل المواطن وزهقت الارواح وعمت الفوضى من أجل الحصول علي هده الهبة وبلع الليبييون طعم الحكومة نظرا لحاجتهم ويخرج حفظه الله ليذكر المواطن بانه لايجوز أخد هذا المال الا للثائر فعلا وكانت كلماته فعلا مؤثرة فازداد العدد الي 350,000 وازدادت بالتالي السرقة وزهقت الارواح.
كان نصيب بعض القبائل اكثر من 20 مليون دينار استخدم بالكامل لشراء اسلحة لهذه القبائل اما لحماية نفسها او لأمر في نفس يعقوب ينتظر الفرصة لقضائه.
يختطف القائد الميداني الحبشي ولا احد يدري كيف واين ولكن الغالبية تعرف لماذا ؟ فان كان حفظه الله ورعاه يعلم فتلك مصيبة وان لم يكن يعلم فالمصيبة اعظم .
ويكون صبر قبائل ترهونة كصبر العبيدات وكل هذا من اجل هذا الوطن والحفاظ على تورثه ويعدهم بكشف الفاعل ولكن كما اكتشف بفطنته وذكائه المتورطين في اغتيال عبدالفتاح سيكشف عن الخاطفيين للحبشي.
عندما كان الشباب يواجهون ترسانة القذافي الحربية بامكانياتهم البسيطة وعندما كانت المدن الثائرة تعاني وتحاصر وتدلك بالصواريخ اوفد جلالته احدى ايات الله الي القاهرة ليلتقي بابوزيد دوردة وعبدالرحمن الصيد.... واصر ايه الله بأنه مكلف وانكر جلالته تكليفه وضاعت الحقيقه بينهما.
كانت الارواح تزهق بين الزنتان والمشاشيه والدماء تسيل وهو مشغولا بتحديد المبلغ المناسب الذي يجب ان يعوض به كل سجين سياسي ليدخل البلاد في ورطة اخرى بعد ان هدأت , وهذه المره ورطة اقتصادية واجتماعية وسياسية وكان يصل الليل بالنهار في اجتماعات مع حكومته الرشيدة من اجل هذا الهدف ولم يسمع بما يحصل في الشقيقه والزنتان وعندما علم خرج ليطمن الجميع بأنه وجد علما للثورة بائدا داخل الشقيقة فهم بذلك من الثوار .
نسى بأنه المسئول امام الله وامام هذا الشعب عن كل قطرة دم تسال طالما انه في موقع المسئوليه الذي وعد مرارا بانه سيستقيل منها ولكن المفتي ينصحه بالبقاء للحفاظ على وحدة ليبيا ولاادري اي وحدة, حرب في الجنوب واخرى في الوسط وثالثة في الغرب ويكلف حضرته ايه الله مرة اخرى ليفاوض قذاف الدم من اجل المصالحة الوطنية ,ونسى انه من الاولى مصالحة القبائل بالداخل قبل ان يتودد الي قذاف الدم ومن معه ..
هل ترون معي فرقا بين الوجهيين ام انهما بالفعل لعملة واحده
د. ابوالقاسم الربو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق