الاثنين، 16 أبريل 2012

الزنتان لسان وصمام أمان

الزنتان لسان وصمام أمان  

المشهور عن أهالي الزنتان ان لهم لسانا حادا جادا عندما يتطلب الامر الصرامة ولهم ايضا لسانا هزليا ممتعا شاعرا عندما يأتي وقت الانس والبهجة ...انما ليس للزنتان هذا اللسان فقط وإن حاول البعض حصرها فيه فللزنتان صولة وجولة في ميادين الوغى وتاريخ هذه البلدة يقول الكثير عن فرسانها واساتذتها ومشايخها ..الزنتان منطقة بجبل نفوسة ذات لسان عربي مجيد.. تعرضت كما تعرض غيرها من بلدات جبل نفوسة الى الاحتلال الايطالي البغيض ومن قبله لسطوة المستعمر التركي العثماني الا انها صابرت وثابرت وكانت رفقة اخواتها بالجبل الغربي مثالا يحتذى به في الفزعة والنجدة والنخوة فلم يركن اليهم مظلوم الا عز ولم يأتيهم جائع الا شبع ولا صاحب فاقة الا اغتنى كانوا نعم الاخوة للمستغيث ونعم الجار للجار وإن جار ولقد كان لداعي الجهاد فيهم نداءات لم يصم عنها ابطال الزنتان بل تداعوا من كل حذب وصوب فكانت الوقائع تكتب اسماءهم مفصحة عن رجال صناديد ...بالأمس كان لسالم عبدالنبي ايام وايام واليوم للمدني عند ساعة العسرة موقف وتاريخ ... الدور الاكبر كان للزنتان في نهوض الجبل الغربي ضد الديكتاتورية والعبث فقد بثوا الحماسة في ارجاء الجبل فهم وهذه حقيقة كان لهم السبق في رفض الخنوع والذلة وربما هذا الموقف جعل خصومها اكثر من أحبتها انما الزنتان لاتبحث عن الحب وانما عن الحق فهو ضالتها اينما وجدته تلقفته...الصقت بالزنتان الكثير من التهم الباطلة عبر حملات التشكيك والتلفيق التي طالت جهادهم وغيرتهم على بلدهم واستعمل في تلك الحملات اساليب شيطانية من دعايات واختلاقات استحوذت على عقول الكثيرين فانساقوا يدرون او لايدرون في ترويجها والنفخ فيها ..دون ان يكلف احدهم نفسه السؤال لماذا الزنتان دون غيرها ؟ ماذا وراء هذا التشنيع؟ هل فيه خدمة للوطن ؟ هل فيه فائدة للبلد؟ ..اهكذا تؤخذ الامور؟ عندما تفعل الزنتان الأفاعيل في سبيل رفعة إخوانها وبلادها لايلتفت احد وعندما تزل قدم احدهم وهو مثل البقية غير منزه او معصوم نرى السباب والشتائم هذا بالرغم من عدم وجود دليل او بينة حول تلك الدعوى...إن الهدف لم يكن يوما خدمة الوطن وانما تصفية حسابات وازاحة مايراها البعض عقبات .. هناك عدة نقاط يركز عليها منتقدوا الزنتان باعتبارها حقيقة لاتقبل الشك اولها السرقات والتعديات وثانيها قضية المطار ولو اننا اخدنا موضوع السرقات والتعديات فإننا سنجده تماما مثل أي تهم تساق وتقذف بالاخرين الا انها على الزنتان لها مذاق وطعم أخر وانها لعمري قسمة ضيزى ...فالزنتان لم تقل ان افرادها ملائكة او انهم معصومون الا انها تقول ايضا بإن المذنب من أي طرف كان يجب الآخذ على يديه والقبض عليه وتحويله للمحاكمة مثل أي مجرم عادي فلا غطاء ولاتغطية على أي تصرف يسي للوطن او ينزع قدسية عمل الثوار وبالتالي هم في هذا الامر مثلهم مثل باقي الليبيين لاتمييز ولا تخصيص فالاعمال الفردية الطائشة امر متوقع من قبل افواج الشباب الذين لم تصقلهم التجربة وقد جاءوا مندفعين بحماسة الشباب وهم يعتقدون انه بافعالهم تلك يبرهنون على نضجهم واستواءهم ..إن اتهام الزنتان بانها مسئولة عن التجاوزات التي تحصل في حقيقته اجحاف ومحاولة ركيكة لتبرير تقاعس قيام المجلس الانتقالي او الحكومة بواجباتهم من حيث إلزام الجميع باحترام الاخرين والانضباط المسئول وايضا تحديد المسئول الحقيقي الذي يقف وراء تلك التعديات فنحن لم نرى كتائب الزنتان او سراياه تقوم بالسطو او التعدي بل على العكس من ذلك فما من مشكلة او صدام يحصل ويتم به تعطيل السير والحركة او تهديد سلامة السكان من اطلاق نار عشوائي او عراك او فوضى تريد الاخلال بالآمن الا ويتم اللجؤ لسرايا الزنتان التي سرعان ما تستجيب لتلك النداءات خدمة للاهالي ونجدة للبلد ولقد حضرت حادثتين احداها في قرية صالح بمنطقة قدح بطرابلس حيث اتصل بي احد الاخوة ليلا وهو يستغيث من هول مايحصل امام بيته حيث انهمر عليهم الرصاص بكثافة استمر حتى الفجرليتجدد في الصباح نتيجة صدام بين مسلحين اختلفوا حول سيارة وان الرصاص وصل داخل بيوتهم ولقد حاولت بجهدي المتواضع الاتصال بإحدى الجهات إلا إنني لم افلح تحت وعود حاضر وسنأتي و..ووفي الصباح اتصلت بالصديق فاخبرني ان الموضوع قد تم حسمه من قبل ثوار الزنتان الذين جاءو الى المكان وترجلوا من سياراتهم وسط الرصاص واجبروا المتصارعين على التوقف وحسموا الموضوع ...كذلك حضرتهم عندما تم قطع الطريق السريع على المارة من طرف مجموعات مسلحة تطالب بأموال حيث حضروا وقاموا برفع الاطارات المشتعلة والحواجز واجبروا الفاعلين على فتح الطريق ...هذا غيض من فيض اعمالهم وتضحياتهم ومن هنا يجب علينا احترامهم وتوقيرهم وعدم الزج بهم في كل اثم او جريرة تعجز الحكومة عن الالمام بها وكشفها كما يجب علينا عدم تعميم المآخذ واحترام جهود الغير دون ازدراء او تسفيه فلا شي يعدل ان تبخس الناس اعمالهم...اما موضوع المطار فهو من المواضيع التي حاول اصحاب الآفك طمس حقيقته بالتشنيع والتهويل فبدل الشكر والتقدير اذا بهم في الشتائم والتعزير وهذه ليست خصلة الاوفياء الانقياء ...خدمة الوطن واجب وليس منة.. هذا صحيح والصحيح ايضا ان نكون من الشاكرين والا ننسى الفضل بيننا فالمطار موقع حيوي يحتاج التأمين وبقوة لايستهان بها كونه من المراكز التي يسعى المناوئون والمتربصون احتلاله او ضربه وبالتالي التأثير على البلد كله من خلاله ولقد قدم ثوار الزنتان في سبيل تأمينه وتشغيله الكثير من الشهداء الابطال ولم يبخلوا بأي جهد لتحقيق الآمن فيه وله اما مايقال عن بعض التجاوزات التي حدتث في المطار فهذه تأتي على سياق التعميم لا التحديد وبالمطلق وليس المقيد وهي وإن جاءت فإنها تأتي من باب الامن والاحتياط في اتخاذ الإجراءات التي تفرضها الحالة التي عليها البلد من انتشار السلاح وعدم انضباط الناس وتعاطيهم مع الامور باستعجال وتهور ...اما مايقال عن تهريب الاموال من المطار فهذا أمر يحدث في السابق ويحدث الان وسيحدث في المستقبل ولن يتوقف بالزنتان او بغيرها والخانب يغلب العساس خاصة إذا كان هذا العساس دائما في وضع اتهام وتهكم ولايتم تقديره والاشادة به ( هذا أمر يطول الكلام فيه )من هذا كله نتمنى على شعبنا الكريم الوعي والحرص على كنوزه وعدم التفريط فيها حتى لايأتي زمن نحتاج فيه هذه الكنوز فلا نجدها لأننا لم نعطها حقها .


 بقلم/ المنتصر خلاصه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق