أنا كمواطن في بلد مسلم لا أسعى بأي شكل أو وسيلة لأتولى أمور البلاد أو أن أصبح مسؤولاً عن شؤون العباد في زمن كثر فيه الفساد و انتشر فيه حب المال و الجاه و السلطان و قل فيه العباد و الزهاد و الثقات ، و لكن الذي يهمني هو مصلحة الوطن و العباد وبناء البلاد بعد أن صارت رماد .
الكل يعلم أن المسؤول في بلادنا لا يُسئل عما يفعل و هم يسئلون ، المسؤول لم يتجرأ أحد على محاسبته في العهد السابق ، و لن يحاسب في زمننا هذا أيضاً ، فالقانون يضرب بذراع من حديد على رؤوس الناس البسطاء و يمسح عن وجوه ولاة أومورنا الغبار و النكد لينعموا بحياتهم بعيداً عن التعساء . هذا واقع للأسف و ليس خيال ، و لكن أيضاً هناك واقع أخر ، إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع ، فالمسؤولون و بفضل الله الذي أسمى نفسه العدل سيُسئلون عما كانوا يفعلون بأموال و أعراض و دماء الذين كانوا تعساء في أزمانهم و تحت ولايتهم بل إنهم سيُسئلون حتى عن الأرض و الدواب فهل سينفعهم حينها المحامون أو التُبّع و هل سيطلبون لجوؤاً لغيره يوم لا ملجأ و لا منجأ منه إلا إليه .. كل نفس بما كسبت رهينة .
اليوم و في كل بلادنا المسلمة التي تحررت من طغيان الجبابرة بحول الله و قوته نجد فيها نفس الوجوه و نفس الرايات و نفس النزاعات على السلطة ، الكل يسعى لأن يكون مسؤولاً أمام العزيز الجليل عن مصائر الغلابة و أرزاقهم و أعناقهم و الكل يدعي حبه لبلده و فقط و لا غير و الكل يرفع شعارات البناء و الحرية و العدل و المساواة و النهضة و و و ، أما و الله إنه شئ من اثنين ، إما إنهم فعلاً صادقون و قد أحاطهم الله بجند من عنده لنصرة الحق في هذا الزمن العسير المستحيل و أنهم لم يتقدموا لهذه المناصب لأجل شئ غير ابتغاء وجه الله و لا يريدون جاهاً و لا مالاً و لا سلطاناً ، أو أنهم فعلاً جهابذة كاذبون مغررون منافقون عبدة الدرهم و الدينار .
بقلم \ أنور الجليدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق