رغم ما حدث من تصرفات أدت إلى إطلاق نار بين أبناء ومرافقي أبناء رئيس القوات البرية الليبية السيد خليفة حفتر، وبين بعض شبابنا الثوار المكلفين بحراسة إحدى بوابات المطار أو تأمين مصرف الأمان التجاري، وامتعضت منه كثيرًا- مثل كل الليبيين والليبيات- إلا أني لم أتناول الموضوع في كتاباتي وتعليقاتي وتحليلاتي في وسائل الإعلام .
ولكن بعد أن شاهدت يوم أمس السيد حفتر يظهر على شاشات التلفزيون مع وكالات أنباء غير ليبية ويقول لهم: “إن ثوار الزنتان اعتذروا عما حدث لأبنائي”. وقفت عند هذا ولم تسمح لي محبتي لليبيا أن لا أخوض في هذا الموضوع؛ لأن هذا التصرف ذكرني بنفس تصرفات القذافي عندما قام هنيبال بفضيحته في سويسرا وقال والده “إن السويسريين اعتذروا”.
وبطبيعة الحال، فأنا أعرف أن هناك فارقا بين الحادثتين؛ لكن أليس من الأولى للسيد حفتر أن يترك الموضوع للتحقيق من قبل الجهات المختصة المدنية أو العسكرية ويصر على أخذ الحق من ابنه إن كان مخطئًا.
وقبل أن نسترسل فى التحليل والنقد أريد لمن يقفزون على ما أكتب أن يعلموا جيدا وبوضوح أننى أولا: لا يوجد بينى وبين هذا الرجل أى معرفة مسبقة وأذا كان هناك من يريد عمدا القيام بعمل معه او ضده فأنا لست منهما هذا من ناحية ومن ناحية أخرى الرواية فى الحادثتين نقلت كما قيلت فى وسائل الاعلام وباتصال ببعض من كان قريبا من مراكز الحدث ولكن اختلاف الرويات ايضا لا يهمنى الذى جعلنى اكتب يا سادة التمييز والمبالغة فى مظاهر تحرك الابناء من حراسات وارتال وقفل اماكن عند تواجد سيادة رئيس القوات البريه وليعلم الجميع ان الحماية الامنيه الان لها اسلوبها الحضارى المختلف تماما عما يجرى فى الدول العربيه أذا فليكن واضحا ما أعنى راجيا أن لاتخلطوا المفاهيم وأقرأو المقال كاملا وبرويه وبدون موقف مسبق ستوضح لكم الصورة فيما اعنيه وأرمى اليه.
لكن الآن دعونا نحلل الوقائع ونتحدث بشفافية، وفقًا لما أذيع في الأخبار وتناقلته وكالات الأنباء:
الحادثة الأولى:
رتل يتكون من مجموعة سيارات لم يلتزم بالوقوف في الطابور أمام أحد نقاط التفتيش بطريق مطار طرابلس العالمي، وأخذو الطريق العكسي للمرور من البوابة دون تفتيش، وهذا عندي بيت القصيد، أما ما حدث بعد ذلك من ردود أفعال وإطلاق رصاص، فهو رد فعل طبيعي، والسؤال هنا موجه للسيد رئيس القوات البرية : ما وظيفة ابنك وحيثيته العسكرية أو المدنية لتكون له مرافقة مسلحة ورتل؟! هل لأنه ابن خليفة حفتر؟!
والسؤال الثاني: من يدفع مرتبات هؤلاء الجنود بالحراسات؟! أليست الخزينة الليبية؟!
السؤال الثالث: لماذا لم يقف ابن السيد حفتر في الطابور؟! أليس مثله مثل الليبيين الآخرين، خاصة أنه لم يكن في مهمة عاجلة، حيث قال السيد حفتر : إنه كان ذاهبا في زيارة لاحد اصدقائه.
الحادثة الثانية :
لماذا يصر ابنك الآخر ومرافقوه على الدخول بأسلحتهم إلى مبنى مصرف الأمان بطرابلس، ولم يمتثلوا لتعليمات رجال حماية المصرف وهم من شبابنا الثائر؟!
ولماذا يطلقون الرصاص بالمصرف ويقتلون شابًّا مجاهدًا حضر من أقصى الشرق للإسهام في سقوط نظام الطاغية، ثم صار أحد رجال حماية ممتلكات الشعب الثائر؟
أقف هنا عند هذه التساؤلات وأقول لك ولغيرك: إن الليبيين لن يرضوا بممارسات كان يفعلها أبناء القذافي، ولن يرضوا أبدًا بالتمييز، فأبناؤك ليبيون، فعلمهم على احترام الليبيين إن أردت الاستمرار في الحياة بيننا، أما إذا رغبوا في الاستمرار بحياة البودي جارد، فلا وجود لهم في مجتمع ينادي بالحرية وكرامة الإنسان.
سيدي الفاضل، نعلم جيدًا أن علاقتك بنظام القذافي في العشر سنوات الأخيرة- قبل ثورة 17 فبراير وأنت بالخارج- كانت قد تحسنت، خاصة في رعايته الاجتماعية والمالية لك امريكا ولأبنائك في مصر؛ ولكننا سعدنا وفرحنا بانحيازك للثورة، وحضورك للقتال مع الثوار، فأرجوك لا تغير هذه الصورة الجميلة.
وكل ما نطلبه منك أن تُسلِّم أبناءك للتحقيق، حتى يخضعوا للتحقيق ولتتم مساءلتهم: لماذا اخترقوا النظام في المصرف وقتلوا شابًّا يانعًا؟ فهو شهيد ولن تذهب روحه هباءً.
وحسب نتائج التحقيقات، التى يجب ان يمتثل الجميع اليها بما فيهم ابنائك بل عليك الاصرار بمعاقبة المخطىء منهم لكى تكون نزيها امام ناسك وشعبك ويحترمونك وأشير هنا الى موضوع أخر ، فإن تعاملك مع الناس تسبب في استياء كثير منهم، خاصة أنك تقوم بإغلاق قفل الشارع الذي تسكن فيه في بنغازي أثناء تواجدك به، فعليك من الآن سحب تلك الأرتال والحراسات التي تضيق على الناس معيشتهم، فالناس قد ملّت مظاهر الاستبداد وحكم العسكر ولا نريد العودة إليه، فالشعب الذي ثار على أكبر طاغية مستبد في العالم وحطم طغيانه، لا يمكن أن يرضى بتلك التجاوزات والتمييز، إلا إذا اقتضت الضرورة الى ذلك فى حالات الحروب وحسب القانون .
أقول قولي هذا وأنا لا أعرف هذا الرجل، ولا أملك مليشيات تحميني، ولا أملك قوة تدافع عني، ولست عضوًا في تكوين في ليبيا الثورة؛ ولكنى منحاز لها ولناسنا الذين ثاروا بحق ضد الاستبداد وكنت معهم منذ البداية أنا وابنائى لكنني مؤمن بأن قول الحق دين عليّ إلى يوم الدين، وميلشياتي هي الشعب الليبي الذي أحببته في الله وأعمل من أجله بدون أي غرض؛ لأني أحد أفراده ولا مطمح لي في أي موقع.
كما أرجوا ألا يتم شخصنة الموضوع؛ لأني أتحدث عن مبادئ ثار الشباب من أجلها، ومن يسكت على عودتها للشارع يكون قد ساهم في الخلل الذي سينتج عنه مظالم كثيرة لناسنا في ليبيا الحبيبة.
وأدعو المولى، عز وجل، أن يحمى بلادنا من كل سوء وأن يهدي السيد حفتر وغيره إلى طريق الصواب؛ راجيًا من المجلس الوطني الانتقالي تشكيل لجنة للتحقيق؛ لأن ما حدث من أحد أبرز القيادات العسكرية يستحق التحقيق، وإذا لم يتم هذا الإجراء من قبل أصحاب الشأن، فإني أدعو أحد المحاميين الثوار لرفع قضية حول واقعة المصرف بالذات؛ لكي لا يضيع دم ابننا الشهيد هباءً.
I_guider@yahoo.com
..قويدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق