يقال: "التاريخ يكتبه المنتصرون دائماً"..هكذا تعلمنا وبرهن التاريخ عن أحداثه...ولكن كما يحلوا ان نردد دائما من ليبيا يأتي الجديد.. بعد ثورة 17 فبراير " التاريخ سيكتبه المنهزمون" من موالين ومتسلقين ومحسوبين على النظام السابق " أي الطحالب كما يكنيهم الشعب الليبي المبدع.. بعد ثورة شعبية فريدة ومذهلة ودامية وصلت لكل مدينة وقرية وبيت أسقطت النظام، وخرج الثوار الشباب منتصرين...بسرعة مذهلة وفي لحظة من لحظات الغفلة التاريخية المصاحبة للحظة الانتشاء بالنصر ...تختفي كتائب ومرتزقة النظام والمؤيدين، والموالين، وأفراد منظومات النظام الاجتماعية والسياسية والامنية والاقتصادية، وملايين المسيرات المليونية ويتحولون الى ثوار وقادة للثورة...يا ألهي..ماهذا؟ شكلوا السرايا والكتائب بمباركة وتهليل وإعتماد وربما دعم المجلس الوطني الانتقالي الذي أخناره وأتمنه الثوار الشباب لقيادة الثورة سياسيا، وادارة عملية التحول الديمقراطي من التورة الى دولة مدنية ديمقراطية.
أختفي العدو المهزوم الذي دمر وأنتهك وأغتصب، وعمل على أطالة أمد حمام الدم الليبي....لم يعد للثائر الذي قاتل سبعة أشهر متواصلة معنى، المهزوم شاركه الانتصار بل سرق منه كل الانتصار...المهزوم فرض شروطه أحتفظ بسلاحه وكل إمتيازاته العسكرية والاجتماعية والاقتصادية التي منحها له النظام السابق الذي قاتل من أجله قتالا شرسا وقذرا..بل ان المجلس الانتقالي والحكومة اللتان وصلتا لهرم السلطة فوق جسر من دماء وتضحيات الثوار الشرفاء لم تلاحقا قضائيا حتلى الان أولئك المنهزمين والملطخة أيديهم بدماء، وأعراض الليبيين، وتركتهم يصولون ويجولون وينظرون ويصفون الثوار بالقتلة والمجرمين والمليشيات المسلحة...بل صرفت لهم الرواتب والمكافأت ونصبت العديد منهم في مواقع وزارية وقيادية جديدة...وتم تهريب العديد منهم...حقا "المنهزمون يبنون الدولة ويكتبون تاريخ 17 فبراير" ..
السؤال الكبير الذي يطرح نفسه من يقف وراء ذلك؟ من الذي ساعد على أن يتحول المهزوم في ثورة 17 فبراير الى منتصر وشريكا في النصر الشريف الذي أنتزعه الشباب بدمائهم وأرواجهم الطاهرة؟ لو أنتصر النظام وكتائبه ومرتزقته كيف سيكون مصير المدن والقرى التي كانت الشرارة الاولى للثورة؟ هل هناك في التاريح حالة لم يجرد المنتصر عدوه المهزوم من سلاحه وعتاده، وإمتيازاته السياسية والامنية والاقتصادية؟ لماذا يتجاهل المجلس والحكومة الانتقالية موضوع نزع أسلحة الموالين والمؤيدين للنظام السابق الذين يشهرونه كل يوم في وجه المدن والمناطق الثائرة، وثوارها الشرفاء؟ إذا عجزالمجلس الانتقالي والحكومة على القيام بذلك.. لماذا يمنعا الثوار من القيام بذلك؟ لماذا يحولون المهزوم الى منتصر وصانع إنتصار؟ هناك من يقول لك ..الدولة تنظر الى كل مواطنيها بعين واحدة..وتقف على مسافة واحدة من الجميع....جميل ورائع هذا ما أعلنه وفعله الثوار قبل وبعد إنتصارهم....إرفعوا راية الثورة، سلموا الاسلحة، والمتورطين في جرائم ضد الشعب الليبي..لا منتصر و لا مهزوم ..هدفنا بناء ليبيا الجديدة...إلزموا بيوتكم ولا تحاولوا التسلق والتملق وسرقة الثورة...هل التزموا بذلك..أبدا والله؟ إحتفظوا بأسلحتهم وعتادهم ومُنع الثوار من القيام بذلك، بل أحتلوا الواجهة الامامية للمشهد السياسي الجديد...وكل يوم يشدون ثورة الشعب الليبي، وعملية بناء الدولة للوراء ويتهمون الثوار الحقيقيين بانهم وراء ذلك.
إحذروا يا أبناء ليبيا الشرفاء، وثوار 17 فبراير الحقيقيين ، المنهزمون ورواد المسيرات المليونية يسرقون الثورة، ويعيدون بناء دولة الماضي بوجوه وأقنعة جديدة...وتذكروا ان "التاريخ يكتبه المنتصرون دائماً".وليس كما يحصل اليوم في ليبيا . "المنهزمون يبنون الدولة ويكتبون التاريخ"...التاريخ يصرخ ويحتج ولن يقبل ان يكتب المنهزمون تاريخ أعظم ثورة شعبية شبابية في القرن الواحد والعشرين.. ...لن نتكرهم يفعلون ذلك، وجاهزون لتصحيح المسار أو لثورة جديدة اذا ما أستدعي الامر.
أ. محمد الخلدوني