الجمعة، 7 سبتمبر 2012

الي صديقي الشهيد احمد علي ضو وغيره من الشهداء

                                الي صديقي الشهيد احمد علي ضو وغيره من الشهداء:

 السفاح في قفص العدالة مازلت اتذكر ذلك اليوم المشؤم الثلاثاء الموافق الخامس عشر من اغسطس 1995 ظهرا عندما داهمت كلاب القدافي مدينة الزنتان لتعتقل ستة اشخاص من خيرة شبابها بطريقة لم تكن عشوائية، وانما شخصين من كل مسجد، فكان نصيب المسجد الكبير بالزنتان القديمة احمد ضو حمزة وصديقه سالم علي النحيب، ما هي الا ساعات حتي صار شباب الزنتان في مديرية امن غريان، كنا نعتقد بان الامر مازال تحت السيطرة ويمكن تفادي وصولهم الي مدينة طرابلس والسجن المشؤم ابوسليم، غير ان اوامر السفاح عبدالله السنوسي والتي نفذها عاشق الدم ناصر المبروك بحثالة القوم ارادت لهم سرعة نقلهم الي مدينة طرابلس. نقلوا جميعا الي هناك وكان قد سبقهم في الاعتقال الشهيد الصغير الشافعي، الذي اراد الزمن ان يقسو علي والدته بعد فراق زوجها مبكرا. دخلت الزنتان في حزن عميق كيف لا وخيرة القوم اخدوا من المساجد ودور العبادة، قوم لم ير لهم عيبا قط، وتركت احهزة الامن المجرمين واللصوص ينعمون بحياة رغيدة ان كان هناك رغد عيش في ليبيا المسلوبة يومها. سمي ذلك الثلاثاء بالثلاثاء الاسود، ثم غير الاسم بعد ان اخذ الموت الشيخ عمار سويسي الذي كان مطلوبا هو الاخر في ذات اليوم لكنه كان يصارع الموت في احدي المستشفيات، مات عمار التقي الورع ومن من اهالي الزنتان لا يعرف عمارا. سمي شباب الزنتان ذلك العام بعام الحزن. غير ان هذا اللقب لم ينتشر بين عامة الناس بل انحصر بين قلة قليلة منهم. كان للاخ ميلاد لامين احد الاوئل في قيادة الثورة بالزنتان موقفا تاريخيا مشرفا تقريبا عندما كان الطاغية في اوج قوته وطلب مقابلة اهالي الزنتان، فعرض ميلاد لامين مطالبه التي يجب نقلها للطاغية منها حرية الراي والتعبير، والتوزيع العادل للثروة ليترفع هذا المطلب بعد قرابة عشر سنوات يوم 16 فبراير مع شباب الزنتان الي طز في القدافي، وايضا المطالبة بالكشف عن مصير ابنائنا في سجن بوسليم وقال بالحرف الواحد، والكلام للاخ ميلاد لامين" نحن نرفض تسمية هولاء بانهم زنادقة فهم خيرة القوم وان كان هناك اي تهم ضدهم يجب اعلامنا بها وفي محاكم الزنتان، وكان من بعض مطالبه ان يقوم كل رجل في مدينة الزننان باعفاء لحيته تعبيرا و استنكارا لهذه الحادثة.. الي هنا ينتهي كلامه. قفل الاجتماع واستبعد الاخ ميلاد لامين من باقي اللقاءات. ولهذا لم يكن مستغربا من ان يكون اول المنتفضين ضد الطاغية. اوهمت العائلة بان ابنهم احمد سوف يطلق سراحه بعد الاول من سبتمبر اليوم الليبي للنظافة. كان اخر بصيص امل للعائلة عندما اعلمتهم اجهزة الامن الداخلي بضرورة احضار جواز سفر احمد كان ذلك بعد سنين عددا، يومها دبت السعادة والفرح في العائلة، واخبرني اخوه بان هناك انباء تشير الي ان احمد مازال علي قيد الحياة، اعاد ذلك الخبر فينا الروح من جديد، ولكن كانت واحدة من تلاعبهم بمشاعر الناس. كان احمد يقول لي مرارا بان ملفات الامن الداخلي هي شهادة من اهل الارض بانك ملتزم بدين الله، تجد ما تحاج به يوم القيامة عن بعض السيئات، قالها وهو علي يقين تام بقضاء الله وقدره. استشهد احمد بالمجزرة، كان علي مستوي عال من الذكاء فهو الوحيد مع طالب اخر فقط نجحوا في الثانوية العامة علي مستوي مدينة الزنتان علي دفعتهم ،عندما كانت نسب النجاح 1% فقط قصدا من النظام بتدمير الشباب. توفيت والدته العزيزة وهو في السجن، ثم لحق والده الشيخ علي ضو حمزة احد مشائخ مدينة الزنتان، وله مصحفا مكتوبا بخط يده مازلت نسخة منه بمسجد اولاد الذويب القديم" المسجد الكبير. خطه منذ زمن بعيد في ظل عدم وجود تقنيات الطبع والتصوير ليقدم خدمة للقران واهله. كتبه بالخط العثماني الذي اندثر رسمه منذ زمن. اليوم يا احمد ويا شهداء ابوسليم هاهو السفاح عبدالله السنوسي يقتاد الي سجنه وهو ملتحي، ولله في ذلك حكمة، فلطالما عيرنا باللحي وقال عنها زندقة. اليوم يقتاد بلحيته الي العدالة ولكننا قوم نحترم سنة رسول الله حتي ولو كانت في غير موضعها وغير هدفها، يبتسم للتصوير، ولكنها ابتسامة سفاح في غير موضعها...كالهر يحكي انتفاخا صولة الاسد. فلاتحزن فلن يقتادك ليبي شريف من لحيتك لانها من سنة النبي، ولين يعيرك احد بلحيتك لانها من معالم الرجال في عرفنا وعقيدتنا، ولن نستلها بالكلالاليب لاننا قوم ثرنا علي الظلم. ولكن لتعلم انه ما فاز شخص حارب الله ورسوله. فسيف ابيه اعتقل بلحيته، والبغدادي سلم بلحيته، وعزالدين الهنشيري قتل بلحيته، والساعدي فر بلحيته، وانت اليوم تطل بلحيتك. في زمن كانت لحانا تؤدي بنا الي غيابات الجب. اليوم سجانك ملتحي، ولكن شتان بين اللحيتين. ويصدق فيك قول المتنبي : لا تغرنك اللحى والصور.. تسعة أعشار من ترى بقر.......في شجر السرو منهم مثل.. له رواء وما له تمر... ونختم باصدق الكتب اذ يقول الله فيه " وتلك الايام نداولها بين الناس .اللهم ثبتنا علي جادة الصواب حتي لا شمت بنا الاعداء اللهم امين....


                                              بقلم \ محمد الزنتاني

هناك 3 تعليقات:

  1. قرات الموضوع بكل تفاصيله لان الشهيد احمد ابن عمتي

    ردحذف
  2. The trouble started off correct just after I filled out my application, it would now go from one particular
    division to yet another, hands transform and guaranteed payday loan no credit check new names change every time for my file.
    Lots of precious time was wasted and I wouldn’t want payday lenders uk anybody to working
    experience what I’ve been by.

    ردحذف
  3. Excellent web site you have got here.. It's difficult to find excellent writing like yours nowadays. I truly appreciate people like you! Take care!!

    My webpage; best cellulite treatment

    ردحذف