الأربعاء، 18 يوليو 2012

اللغة العربية وجدت و هي تتدلى مشنوقة بلسان


          اللغة العربية وجدت و هي تتدلى مشنوقة بلسان


 مسكينة أيتها اللغة العربية كم تعانين في ليبيا، لو أن للغة العربية قلب ينبض لانتحرت منذ زمن هربا مما تتعرض له من انتهاكات، لغة الضاد لم يرحمها مذيعو النشرات و لم يرأف بحالها ملقو البيانات و لم يراعها أشباه المثقفين و لم يعطها قدرها المسئولون و آخرهم الكيب الذي يصر على التحدث باللغة العربية الفصحى بعد أن أوهمه أحدهم أنه ضليع في قواعدها و الواقع أنه بمجرد أن يبدأ في التحدث بها تتراءى لي المسكينة و هي واقفة مقيدة اليدين تتلقى الصفعات و الضربات و الركلات من لسانه و من فمه فلا يكاد يكمل حديثه المليء بالأخطاء النحوية و اللغوية إلا و هي ملقاة على الأرض، مغلقة العينين من انتفاخهما و وجهها بلا معالم و أنفها تسيل منه الدماء لتملأ المكان بسبب لكماته الكلامية اللسانية العنيفة التي لا ترحم. في ليبيا يرفع المجرور و يجر الفاعل و يضم المفعول به و لا يكسر سوى قواعد اللغة، في ليبيا الهمزات توضع في غير مواضعها و بغير طريقة نطقها، في ليبيا الزواز يقصد به الجواز أو الزواج حسب سياق الحديث و المجلس يصبح مزلسا و الرياضيات البحتة تتحول إلى رياضيات بحثة و البت في القرارات تراه بثا للقرارات و كأنها سم يتم بثه في جسد الضحية، أما التكاتف بين الناس فيصير تكاثفا و كأنهم لبن يتخثر، في ليبيا ترى أساتذة في الجامعات يحملون أعلى الدرجات العلمية و يعجزون عن كتابة صفحة واحدة دون أخطاء إملائية مفجعة و دون جرائم في حق التراكيب اللغوية، لا أعرف كيف يكون لدينا مليون حافظ للقرآن الكريم و لدينا كل هذا الجهل بأصول لغة القرآن الكريم،و المستنكر أن كثيرا من أئمة المساجد يلقون خطبة الجمعة و يتصدون لهذا الشأن العظيم و حظهم من فنون اللغة و من آدابها قليل. لغتنا تستنجد و لابد من تظافر الجهود على جميع المستويات لإعطائها حقها اللازم من العناية بها، فإجادة طلابنا للغة العربية سينعكس بالضرورة إيجابا على تحصيلهم في باقي العلوم الأمر الذي سيسهم في تطور مجمل العملية التعليمية في ليبيا وصولا إلى الخروج بها من الوضع المأساوي الذي تمر به حاليا و الذي يفرز مخرجات تعليم تضاف إلى طوابير العاطلين عن العمل و أختم بفقرة لعل هناك من يفك طلاسمها و يحدد لنا من هو مدعي الثقافة و الوطنية الانفصالي صاحب هذا الأسلوب الركيك المحشو دائما بالأخطاء الإملائية التاريخية و التي تُعد ("دوستورا" كما يكتبها هذا الدعي) يتّبعه كل الراغبين في تبوء أعلى المراتب في مجال إلحاق الأذى باللغة العربية. " لا تأخذكوم الدهشه، فالحيات سطعطيكم ما توريدون فل نكن متفئلين، الموهم ان نستمر في تخصيص اراضي الغير لبناء المحطات والحصول على الانبوبات الحصريات في الازمات و تأمين مكاسبنا من المقاولات مع مدرا الشركات الحكوميات الجماهيريات و هم الان في نظرنا من الأزلام، أما بالنسبة لنا فنحن لا نهتم بكلام المنافقون والمتاحولين و مدعون الثقافة الانفصاليين لان الكدب و الجهل و ألنفاق و الغباء أستشري انها السفاقةٍ يا عزيزي ، ليس إلا "



                                         خليل الكوافي 
                                        اقتصادي ليبي

هناك تعليق واحد:

  1. أخي خليل محصلة أبناء مجتمعنا في القراءه والمفرادات العربيه هيا شبه ممنتهيا فلا يوجد من يعلم من الطبيبعي ان يكون المنتوج صفصفا ولكن هيهات متي يعقلون اتمنا من يتكلمون بالعربيه ان يجربو ان يقرؤ بصوت عالي بين مشايخنا في الزاويا واصحاب التخصص لكي يقومو هذا البؤس الذي نحن فيه اليوم من الفقر في كل شي

    ردحذف