الثلاثاء، 3 أبريل 2012

الولايات المتحدة البرقاوية و مركزية الطوكيويين.



يحكى أن شيخا حاكما لإمارة خليجية في الخمسينيات من القرن الماضي أصابته الحيرة بعد أن عجز عن تدبير مرتبات موظفي الإمارة و احتياجات المواطنين فجمع المشايخ و الأعيان طالبا المشورة فنصحوه بإعلان الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية التي ستحتلهم و بذلك تصبح الإمارة ولاية فيدرالية أمريكية تتولى الحكومة الأمريكية الإنفاق علىها و على مواطنيها و يتحقق العيش الرغيد و تحل المشكلة التي تؤرق سموه، فأجابهم بعد تفكير عميق و تدبر في الأمر ماذا لو ربحنا نحن الحرب؟ و بدلا من الالتزام بحل مشكلة مواطنينا فقط و توفير احتياجاتهم نجد أنفسنا في ورطة أكبر و مضطرين إلى التفكير في حل مشاكل و احتياجات كل المواطنين الأمريكيين الذين سيصبحون من مواطني الإمارة.
تذكرت هذه القصة مع دعوات مروجي الفيدرالية و تسويقهم لفكرة أن كبس زر الفيدرالية في برقة سيحيل الحياة إلى رخاء فوري كالذي يعيشه المواطن الأمريكي في فيدراليته و أن الترتيبات الفيدرالية الإدارية و القانونية ستنساب دون عوائق مع أننا عاجزين حتى على الاتفاق على كيفية انتخاب مجالس محلية في مدن برقة مع أن هذه المجالس تكاد تكون صورية فهي دون ميزانيات و دون صلاحيات موسعة و واضحة و مع هذا اختلفنا حولها، نحن نعيش في دولة حدودها مستباحة و لا يستطيع لا رئيس مجلسها الانتقالي و لا رئيس وزرائها استيقاف سائق لسيارة يسير بها دون لوحات معدنية، القضاء غير مفعل، و المحاسبة و الانصاف لضحايا الحقبة المنتهية لم يتم البدء بها، وزارة الداخلية لا نرى أثر لسيطرتها على المشهد اليومي رغم المجهودات المبذولة ، وزارة الدفاع لم تستلم معظم معسكراتها و لم يتم اختيار قادة أفرعها الرئيسية، محطات الكهرباء و شبكات التوزيع متضررة و لم تعد بعد لحالتها الأولى، شركات الاتصالات جاري العمل على إعادة شبكاتها لطبيعتها رغم الصعوبات و سرقة كوابلها بشكل مستمر ، المشاريع الموقعة قبل الثورة و التزاماتها المالية الترتبة على الدولة تقدر بعشرات المليارات، لم يعرف مصيرها و لا كيفية إلغاء عقودها أو كيفية الاستمرار بها وهي عقبة كؤود أمام قيام سريع لأي فيدرالية.
يقول الفيدراليون في سياق ترويجهم لفكرتهم أن إنشاء طريق يحتاجه الناس في مدينة ما في برقة لا يحتاج للذهاب إلى طرابلس و مقابلة الوزير و محاولة إقناعه و هو لديه غالبا أولويات أخرى و أن الأمر في حال تبني الفيدرالية لا يحتاج سوى مقابلة الوزير البرقاوي الذي يتفهم احتياجات برقة و سينفذها فورا، أتمنى أن يجيبني الفيدراليون عن كيفية تنفيذ الطرق و إقرار مشاريعها في دولة غير فيدرالية مثل اليابان التي لم نسمع أن بها شكوى من التهميش و يا ليتهم يشرحوا لنا الوصفة التي تستخدمها الوفود الشعبية القادمة من القرى اليابانية البعيدة عن المركز و كيفية تشكيلها عند ذهابها إلى طوكيو كي تنتزع موافقة الوزير على إنشاء الطريق الذي يحتاجونه في قريتهم و العودة بعدها إلى القرية بهذه الموافقة لتقام الاحتفالات و الأفراح و الليالي الملاح بعد هذا النصر المؤزر على مركزية الطوكيويين.
على المروجين للفيدرالية تشكيل حزب سياسي و الدعوة لأفكارهم و بمجرد أن نتعافى من الحقبة اللعينة التي ابتليت بها ليبيا و بعد علاج المختنقات الموجودة حاليا، سيكون الوقت عندها مناسبا للتطلع لأساليب جديدة قد تصب في مصلحة الوطن و سنكون وقتها مساندين لمثل هكذا توجه، علينا أن نستعيد أولا الدولة المفقودة ، الفيدرالية ليست ما نحتاجه الآن، لا في برقة ولا في أي مكان في ليبيا، ما نحتاجه هو العمل على قيام دولة شفافة خالية من الفساد في جميع مستويات العمل الإداري الحكومي الذي يجب أن يكون مركزيا في القرار عند الحاجة للمركزية و لا مركزي عند عدم الحاجة للمركزية على أن يكون غير مركزي في تقديم الخدمات بشكل دائم، ما يهم المواطن ليس كون من اتخذ القرار جاره الذي يسكن في البيت المجاور لبيته ما يهمه هو الحصول على الخدمة بشكل سريع و ميسر، سوس الفساد ينخر الدولة هُبّوا للقضاء عليه و حينها سيتمنى الجميع أن نعلن عليه الحرب فنحتله لينعم بالرخاء معنا.



خليل الكوافي اقتصادي ليبي

هناك 7 تعليقات:

  1. بالأمس تقول برقة بردعه وما يركبها الا مصرى واليوم تهزا على شرفاء برقة . ما انت الا مأجور عدو للشعب البرقوى وسوف يأتى يوم الحساب . برقة لا يهزا بها و اهلها . برقة هى التى عاش فيها من هم على دينك بدون اى تمييز مع اهل برقة ولكن القدر فى امثالكم ما يفيد برقة سوف تكون فدرالية وسوف تنجح كما نجحت فى السابق رغم انفك وانف الذين يدفعون لك لتهجم اهل برقة

    ردحذف
  2. لا يسعنى الا ان اقول لك اياك و العب بالنار اية السفيه

    ردحذف
  3. احمد سيف النصر3 أبريل 2012 في 3:23 م

    للاسف جل الدين ينتقدون الفيداراليه تميزو بعدم التزامهم بشرط جدري يفرضه الموضوع وتفرضه المرحله الا وهو المصدقيه والصدق وبدالك تبقي حججهم واهيه ومكشوفه الغرض منها تزوير المفاهيم والحقايق وهدا بدوره ليس بعامل مساعد للوطن في هده المرحله

    ردحذف
  4. فسر الماء بعد الجهد ,,,بالماء!!!

    ردحذف
  5. الكاتب نشر مقال بعنوان " برقه... بردعه حمار" سابقا و هذا هو المقال الثانى و بنفس السياق و هو الاستسهزا بمنطقه و اهلها... بكل المقاييس هو شخص سفيه و لكن فى اعرافنا السفيه يردوه اهله و المكلوب يكتفووه اهله ايضا.... ايش دخللك فى برقه و هلها يا عبد خالد الخويلدى ...كون فى حالك و اشقى بروحك

    ردحذف
  6. اسمع يا مثقف يا فيلسوف عصرك لو أن المنطفة الغربية ما دارتش حل وحققت الأمن لأبنائهم صدقني سوف نقوم بمساندة الفدرالية في برقة واني واحد مش من دعاتها لأن خوتنا في المنطقة الغربية لازم يفهمو أنه ضروري من المصالحة الوطنية واللي فات مات وعفى الله هن ماسلف وانه الكل تحت القانون مش زي الزنتان ومصراتة اللي يعتبروا روحهم فوق الكل. ربي يحفظ ليبيا من المرتزقة (اشباه الثوار اليوم)

    ردحذف
  7. خليل الكوافي تارار لانعرف اصله بس نظن انه تونسي

    ردحذف