الأربعاء، 28 مارس 2012

مطار طرابلس || لبيــــك ياوطــــــن ....


تابع الجميع في الأيام الماضية الحملة المحمومة ضد ثوار الزنتان المتواجدين في المطار وكيف أن الثوار لا يريدون الخروج منه و لا يريدون تسليمه الى الحكومة الانتقالية حتى تكون هي المشرفة على حمايته وتشغيله. وقد بدت هذه الحملة من خلال وسائل إعلامية مختلفة وصحف الكترونية سمحت بنشر كل الشتائم و القدح في الثوار مبينة أنهم لا يريدون الخروج منه و أنهم باقون فيه رغم كل النداءات الموجهة اليهم.
و حقيقة الحال أن هذه الحملة ممنهجة ومعدة لتشويه صورة الثوار أمام مجتمعهم بأنهم يريدون البقاء لغرض الاستفادة ومنع الآخرين من العمل فيه و الاستفادة من خدماته. و يقود هذه الحملة بقايا النظام السابق وآخرون قابعون في طرابلس و ما حول المطار يرون أن هذا المرفق لابد أن يكون بأيديهم وهم الأولى بحمايته وتشغيله.
و وصل الحال الى تنظيم ما يسمى بالمسيرة أو المظاهرة المتوجهة الى المطار لإخراج الثوار ولو القوة. وكانت أيادي لها أغراضها الخاصة هي التي حركت هؤلاء الى التوجه الى المطار بينما بقيت هي تراقب ما يجري علها تصل الى ما تريد. و يقول من كان هناك و شاهد ما يجري أن الأمر ليس مظاهرة بقدر ما هو وجود مسلحين خارج المطار عند الجسر وبين الأشجار يدعون بأنهم ثوار وهم أولى بالمطار من غيرهم. و كتبت بعض الصحف أنه تم العثور على متفجرات و أسلحة لا يعرف الغرض منها و ماذا يدور في رأس أصحابها.
و حكاية المطار حكاية، حيث أنه الى يوم العشرون من أغسطس ظل في يد الكتائب ولم يجرؤ أحد ممن يدعي أنهم ثوار على الاقتراب منه رغم قرب المسافة اليه. بل كان التأييد للنظام حوله في كل مكان و ظل كذلك حتى دخول الثوار اليه و قصفهم من قبل الفارين منه الى المناطق المجاورة مما أدى الى تدمير بعض الطائرات و تدمير بعض المباني و الآلات الأخرى. ولو كان هناك ثوار ما بقى كذلك حتى ذلك التاريخ. كانت طرابلس و الحال على ما هي عليه والكل يعرف ذلك، تنتظر الثوار القادمين اليها حتى يعجلوا بإزاحة ما تعاني منه ومما هي فيه. و قد ساهمت عوامل كثيرة في ألا يطول زمن المعاناة لمدينة بقت شهوراً بين هذا وذاك.
ربما قدراً كان توجه جزء من ثوار الزنتان الى هناك حيث واجهوا مقاومة سرعان ما انهارت و تمكنوا من السيطرة عليه و المحافظة على ما فيه. لكن القصف تواصل حتى بعد خروج الكتائب منه وأدى الى تدمير بعض الطائرات التي لو بقت لكانت عوناً للثوار والحكومة وقت الحاجة إليها. ثوار أتوا من هناك من بعيد وعيونهم على أهلهم في طرابلس و على تحرير طرابلس. من كل الأماكن جاءوا غرباً و شرقاً وجنوبا، فطرابلس نقطة اللقاء وهي رمز الوحدة و عنوان الوطن.
اليوم ينزف الوطن في جنوبه ويتقاتل الأخوان وأهل الوطن لأسباب ليست واضحة و قد تكون أمراً مدبرا. و مثل العادة يرى الجميع من يطير الى هناك الى ذلك الجزء الغالي من الوطن فهو جسد واحد و إذا مرض منه جزء تداعت له بقيت الأطراف. من بنغازي والزنتان والزاوية و الرجبان و من معهم هبوا لنشر الأمن و الأمان، فتراب الوطن غال و وحدة الوطن فوق الشكوك.
أين هم أصحاب المظاهرات المتوجهة الى المطار. أين هم الذين يتبجحون في حجرات البث. أين هم الذين يكتبون خلف لوحات المفاتيح. أين هم الذين يقفون أمام أعتاب المقاهي. أليس الوطن أغلى من النفس. أم أن الصحراء البعيدة و رياح الجنوب الحارة ليست جزءاً من تراب الوطن.
لماذا لا تستلم الحكومة المطار و غيره. لماذا لا يكون هناك تسليم و استلام حتى لا يكون هناك أي إتهام للثوار فيما بعد. لماذا لا تدمج الحكومة هؤلاء الشباب للعمل في المطار و غيره. لماذا يتجاهل السائرون الى المطار المطارات الأخرى والموانئ في طرابلس. لماذا كل هذه المجالس العسكرية التي يزيد عددها عن أربعين مجلسا. لماذا يتجاهلون أن طرابلس تعج بالألاف من الثوار وأشباه الثوار المسلحين الذين يحتلون عدة أماكن عامة في طرابلس. لماذا لا يكتب و لا يتكلم عنهم أم أن هؤلاء ليسوا محل حديث.
ربما كان من الأولى لثوار الزنتان أن يتركوا تحرير المطار لغيرهم و يروا ماذا يفعلون، وأن يتركوا هذا الأمر منذ بدايته و لكن ليس الآن. فهو محل للتهريب ومحل للهروب ومحل للفساد. و قد كان أيام النظام السابق وكراً لإدخال السلع والأدوية المغشوشة والفاسدة مقابل دفع الرشاوى و العمولات. و أن بعضاً ممن يشتغل فيه تعودوا على الكسب منه بطرق مشروعة غير مشروعة.
و حاول البعض استغلال خبر منع الدول الأوربية لنزول الطائرات الليبية على أراضيها و عزاه الى الثوار والأمر غيرصحيح، حيث أن منظمات السلامة العالمية في مجال الطيران هي التي منعت ذلك لأن ليبيا و منظمة الطيران المدني الليبية لا تلتزم بتوفير معايير السلامة المطلوبة على طائراتها. و الأمر ليس للثوار دخلاً فيه. و تكتب بعض المحطات الفضائية أن السبب غياب الأمن وعدم سيطرة الحكومة على ذلك.
فليكتبوا ما شأووا و ليقولوا ما أرادوا. و كل واحد معروف موقفه طيلة فترة الأحداث فمن قافز من حضن النظام السابق الى حضن الوضع الحالى ومن متملق ومنافق كان يهتف بحياة القائد ونظامه الى منظر وفيلسوف وثائر، يرى أن استقرار البلاد على يديه وأن ما يقوله حرص على الثورة وعلى أهداف الثورة وهو لا يذكر تاريخاً ماضياً له ليس منه ببعيد
 
رغم كل الشتائم و التحامل نحبك يا وطن.. رغم كل كل المخاطر و وعورة المسالك نحن فداك يا وطن.. رغم كل الظروف و الإنكفاء نحن شموعك يا وطن. فلتعش حراً ابياً ما سرت في عروقنا الدماء وما دام طيرك الحر مغردا عالياً في السماء.


ابــــــــــن الوطـــــــــــــــن


هناك تعليقان (2):

  1. لماذا لا ينظم ثوار الزنتان ومصراتة وغيرهم إلى الجيش الوطني أو الأمن الوطني

    ردحذف
  2. سلمت يداك وبارك الله فيك ورحم والديك .. اصبت كبد الحقبقة ياأخي الكريم .

    ردحذف