الثلاثاء، 21 فبراير 2012

هجوم على مخازن القرية وهروب الطيارين الى مالطا



بمناسية الهجوم على مخازن القرية وهروب الطيارين الى مالطا ورفضهما قصف الزنتان في القريات.

لماذا صدرت الاوامر بقصف ثوار مدينة الزنتان بالطيران يوم 21 فبراير 2011 ...ولماذا رفض نسور الجوالشرفاء؟




_____________________________________________________________________________________
نشرت صحيفة فبراير الغراء في عددها 10 يوم الاربعاء الموافق 21 سبتمبر 2011م وتحديدا بالصفحة 9-8تحت عنوان "نسور الجو يعودون الى ارض الوطن" تغطية لعودة الطيارين اللذين طارا الى مالطا في الايام الاولى لثورة 17 فبرير المجيدة رفضا لقصف ثوار الزنتان بالقريات. اليوم ينحني التاريخ للرجال الشرفاء القادرين على صناعة وادارة احداثه بشجاعة. ثوار الزنتان الذين اقتحموا مخازن القريات على بعد 300 كم جنوب شرق مدينة الزنتان بصدور عارية، ونسور الجو الشرفاء الذين رفضوا تنفيذ الاوامر الصادرة لهم بقصفهم في الايام الاولى لثورة 17 فبراير وتحديدا في يوم 21/2/2011 م هما من هذا الصنف من الرجال الذين خلقهم الله سبحانه وتعالى واصطفاهم ليكونوا رجالا لصناعة الحدث والتاريخ. وبهكذا عمل كان نسور الجو وثوار الزنتان من اوئل الفدائيين الانتحاريين في مسيرة ثورة 17 فبراير المجيدة. 
ثوار واهالي الزنتان، وبرغم ما يشهد لهم من باع وبراعة فطرية في فنون الكلام والبلاغة يقفون عاجزين عن ايجاد الكلمات والجمل التي تنطق بها السنتهم للتعبيرعن الشكر والعرفان لنسور الجو الليبيون الشرفاء الذين رفضو تنفيذ الاوامر الصادرة لهم بقصف ثوار الزنتان بالقريات يوم الاثنين الموافق 21/2/2001م ، أي بعد الانتفاضة باربعة ايام فقط. لا كلمات و لا جمل في كل اللغات الانسانية يمكن ان ترتقى وتعبر عن موقف الطيار البطل علي فرج الرابطي وزميله اللذين قدما حياتهما وحياة وأمن ومستقبل اسرتيهما، في وقفة شرف وعز لا مثيل لها فداء لثورة 17 فبراير المجيدة في ايامها الاولى، وفداء لليبيا، وفي ظل ظروف وقبضة أمنية وممارسات قمعية وتعسفية لا يمكن وصفها. 
انتفضت مدينة الزنتان ظهر يوم 16/2/2011م فداء للوطن وللدماء التي سفكت بدون رحمة في مدينة بنغازي، وهتف ثوارها بصوت مجلجل وتحث ضؤء الشمس ولاول مرة في تاريخ ليبيا يسقط النظام..طز طز في القدافي ..يازنتان ماعاد تخافي. ادرك اهل وثوار الزنتان بفطرتهم وحسهم الامني المتميز ان الهجوم على مدينة الزنتان مسألة وقت فقط، واصبح السؤال المطروح والمطلوب الاستعداد للاجابة عليه بالارواح والدماء ليس هل سيتم مهاجمة مدينة الزنتان، وانما كيف ومتي ستهاجم؟، لم تكن المشكلة عدم وجود الشباب والرجال الجاهزون للتضحية والشهادة، بل كانت عدم وجود السلاح والدخيرة، عندما انتفضوا خرجوا كغيرهم من ثوار ليبيا بعدد قليل من البنادق الايطالية القديمة والسكاكين والسيوف والعصي والقلوب العامرة بالايمان. دخل ثوار الزنتان معركة توفير السلاح والدخيرة وهي اولى معارك ثورة 17 فبرايرالمجيدة. هاجموا نقاط التفتيش التي حاول النظام نشرها لتطويق وخنق المدينة في غابة الكشاف، وبئر عياد ،ومدخل الزنتان الشمالي، طريق صرمان و بئر الغنم، كما هاجم الثوار بجرأة غير معهودة في تاريخ ليبيا الحديث معسكرات الكتائب وما يسمي بالتجيش بالزنتان والرياينة وجادو ويفرن وغنموا الكثير من البنادق والدخائر والاسلحة التي منحتهم مزيدا من الثقة والقدرة على المبادرة والهجوم.
هدد وتوعد النظام بحرق وتدمير المدن والقرى الثائرة وسحق الثوار بدون شفقة و لا رحمة... أيقن ثوار واهالي الزنتان بان المعركة قادمة وستكون شرسة فكان القرار الاستراتيجي والتاريخي لثوار الزنتان بإقتحام مخازن الاسلحة بالقريات التي تبعد حوالي 300 كيلو متر جنوب شرق مدينة الزنتان. تم التخطيط لهذة العملية النوعية والاستراتيجية بذكاء وحنكة عسكرية عالية وايمان وصبر منقطع النظير، تم خلالها اختراق منظومة الحراسة والامن الخاصة بالمخازن، وتمترس الثوار لايام عديدة بالصحراء وتحت ظروف شتوية قاسية للقيام بعمليات الرصد وتجميع المعلومات. وتمكن ثوار الزنتان والحمدلله من اقتحام المخازن ليلة 20/2/2011م أي بعد ثلاثة أيام فقط من انطلاق الثورة، وهذا يعكس تصميما وارادة لارجعة فيهما لاسقاط النظام والاستعداد للمعارك التي يتطلبها تحقيق هذا الهدف الوطني. 
سيطر ثوار الزنتان على مخازن الاسلحة بالقريات لعدة ايام واستطاعوا بجرأة وكفاءة عالية نقل كميات هائلة من الدخائر والاسلحة (بنادق، رشاشات 14.5، رشاشات مختلفة، دخائر متنوعة) الى مدينة الزنتان او تخزينها. تمت عمليات النقل بواسطة سيارات نقل صغيرة، وشاحنات ومقطورات ضخمة، وعبر طرق صحراوية، والطريق الرئيسي القريات مزدة ،الاصابعة، الزنتان. ووصلت جرأة الثوار الى ان تمر قوافل الشاحنات المحملة بالاسلحة والدخيرة على البوابات ونقاط تفتيش الخاصة بالكتائب والشرطة والدعم المركزي على هذه الطريق بعد ان يقوم الثوار باقتحامها بكثافة النيران. يسمي اهالي وثوار الزنتان على هذه العملية النوعية غزوة القريات، ولما لا؟ فقد غيرت هذه العملية مجريات الامور، وتمكن ثوار الزنتان من امتلاك الاسلحة والدخائر التي مكنتهم من هزيمة ودحر اللواء التاسع الذي هاجم مدينة الزنتان ما بين 19-23/3/2001 م. كما قام ثوار الزنتان بتزويد ثوار الزاوية ونالوت وجادو وغريان وغيرهم بكميات كبيرة من الاسلحة والدخائر المغنومة.
كان لعملية اقتحام مخازن الاسلحة بالقريات من قبل ثوار الزنتان تأثيرا كبيرا على مجريات الثورة ليس على مدينة الزنتان فقط، وانما على كل منطقة الجبل الغربي وليبيا بشكل عام. وتنعكس خطورة وأهمية تلك العملية الاستراتيجية في ردة فعل النظام العاجلة والقاسية حيث اصدر الاوامر لسلاح الجو بقصف ثوار الزنتان بالقريات وأرتال الشاحنات المحملة بالاسلحة، وتدمير مدينة الزنتان دون مراعاة لطفل او إمراة أو رجل أو شيخ. انه الجنون والمجون والاجرام. وبالتالي تكون تلك الاوامر أول امر اصدره النظام لاستخدام سلاح الجو ضد ثوار 17 فبراير في الغرب الليبي.
لم يكن يظن النظام وهو في عنفوان جبروته وطغيانه ان ابناء ليبيا الشرفاء من نسورنا في سلاح الجو سيرفضون قصف وقتل ابناء شعبهم الشرفاء الذين انتفضوا من اجل الحرية والكرامة والعدالة. الحمد لله ان لليبيا دائما وفي كل وقت رجالها أمثال الطيار البطل. علي فرج الرابطي.وزميله اللذان صدرت لهما الاوامر بتنفيذ عملية قصف ثوار مدينة الزنتان فكانا لهم الشرف والمجد والخلود عندما رفضا ذلك واتجها بطائرتيهما المحملتين بالاسلحة المدمرة وهبطا بجزيرة مالطا
وفاء لكل نسور الجو الشرفاء، ولكما على وجه التحديد، وعهدا من ثوار الزنتان لتقريب اليوم الذي تعودان فيه بكرامة وشرف لاسرتيكما الكريمتين، أنتزع ثوار الزنتان الدخيرة والسلاح من كتائب الطاغية وزحفوا من الزنتان والقريات وطبقة ودرج ومزدة ومعهم ثوار الجبل الاشم والزاوية وصرمان وصبراتة وزوارة وطرابلس نحو مدن الساحل ومدينة طرابلس بعد ان هزموا ودمروا الوية وكتائب النظام ومرتزقتة على هضاب وتلال الجبل الاشم ومنعوهم من تدنيس مدنهم وقراهم. وخلال مسيرة زحفهم التي استغرقت ما يزيد على ستة اشهر خاضوا اشرس المعارك، وقدمو في كل كيلو متر أعز ما يملكون من ابنائهم شهداء وجرحى ومفقودين فداء لليبيا. 
تحية حب وتقدير واحترام لكما ولافراد عاتلتيكما الكريميتن من ثوار واهالي الزنتان الذين كانوا اوفياء لموقفكم البطولي، وتحملوا مع كل ثوار ليبيا أعباء الثورة بكل شجاعة، وقدموا الدماء والشهداء في سبيل هذا اليوم الذي تعودان فيه الى ارض الوطن وليبيا حرة ورأسيكما وروؤسنا معكم مرفوعة عاليا في السماء. 

أ.محمد طارق الخلدوني

http://youtu.be/hKLji3z7d98

هناك تعليق واحد:

  1. العين تدمع والجسم يرتعش واللسان يعجز عن التعبير عندما يكون الحديث عن الثوار الأبطال وخاصة الشهداء والجرحى والمفقودين .الحمدلله الحمدلله الحمدلله الذي بارك لنا ثورثنا وهيأ لها أسباب النجاح . التحية والمجد للابطال سواء كان نسور الجو اللذين رفضا أوامر الطاغيةبضرب الثوار او الثوار المجاهدين على الارض وكل من ساند ثورثنا حتى ولو بالدعاء من أجل إنهاء حكم الطاغية فرعون العصر الذي يريد توريثا لآبنائه كالقطيع . احمدك يارب عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون ( إزالة الطاغية لم يكن حتى في الحلم ) وربما من يحلم بازالة الطاغية يقتل .

    ردحذف