حكومة التكنوصحاب
تذكرني حكومة التكنوصحاب التي ابتلينا بها بمشجع متعصب ينتظر منذ شهور مباراة تحديد مصير فريق كرة القدم المفضل لديه المهدد بالهبوط، فلا حديث له سوى عن المباراة و عن عشقه لفريقه و عن استعداده للتضحية بأي شيء في سبيله، في يوم المباراة الموعودة جهز المشجع المكان الذي سيتفرج فيه و أحضر الكاكاوية و اللوز و الأعلام و المشروبات و السندوتشات و هو يردد الهتافات التي سيقولها أثناء المباراة مُمنيا النفس بنصر سهل و قريب فالمهمة ليست صعبة بأي حال من الأحوال، و لكن قبل انطلاق صافرة بداية المباراة مباشرة غلبه النعاس و لم يستطع مقاومة الرغبة في النوم، فنام نوما عميقا علا فيه الشخير و بعد أن استيقظ اكتشف أن المباراة التي ينتظرها منذ زمن قد انتهت و أن فريقه قد هبط للدرجة الأدنى.
و لكن ليبيا ليست فريقا لكرة القدم إن هبط هذا العام، يمكنه الصعود في أعوام قادمة،ليبيا دولة إن انزلقت للأسفل لن تقوم لها قائمة،نسألكم بالله أن تستيقظوا قبل فوات الأوان، لا تكونوا مجرد جسم قانوني تمر من خلاله الأموال الطائلة لتصرف في غير محلها و لغير مستحقيها، بل يكاد مجلس الوزراء أن يكون جثة قانونية لولا الجهود الملموسة لنفر قليل من وزرائه.
قيل أن المرحوم عاطف صدقي رئيس وزراء مصر السابق أتى بفاروق حسني وزيرا للثقافة لأنه لعب معه مباراة للشطرنج و استمر بعدها فاروق حسني وزيرا لأكثر من خمسة و عشرين عاما، إن كان سبب اختيار الوزراء و المستشارين في حكومة التكنوصحاب إجادتهم لمهارات إحدى الهوايات التي يهواها الكيب، نأمل أن يقول لنا الدكتور الكيب ما هي هوايته التي اختار بناء عليها هؤلاء الأصحاب و نأمل أيضا ألا تكون الهواية الشكبة أو السكمبيل أو الرامينو، على الأقل الشطرنج أستر.
خليل الكوافي
اقتصادي ليبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق