فيدرالي و اللي فيدي راهي لي.
" يا منطقتي يا منطقتي، المطار مطاري و النفط نفطي و البوابات بواباتي و الفلوس فلوسي و اللي فيدي راهي لي، واسلمي اسلمي اسلمي طول المدى إننا نحن الفدا فيدرالية فيدرالية فيدرالية" هل يردد الفيدراليون هذا النشيد الوطني الفيدرالي في أعماقهم منتظرين اليوم الذي سيسيطرون فيه على موارد الدولة أم أنهم أكثر حرصا منا على وحدة الوطن و استقراره و لديهم رؤية متقدمة لا نمتلكها، نحن لدينا مخاوف تعمقها و تعززها الأحداث غير المقبولة التي ادّعى فاعلوها أنها جاءت في سياق الرد على الظلم الواقع عليهم وعلى أهل برقة، أحداث لم نسمع رفضا لوقوعها أو استهجانا لحدوثها من المروجين للفيدرالية فكأنهم لم يعلموا باحتلال مطار بنينة أو بمحاصرة شركة الخليج و مضايقة موظفيها الأبطال الذين لو علم الناس مدى شجاعتهم و إخلاصهم لاتخذوهم مثالا يحتذى، على المروجين للفيدرالية أن يتبرؤوا من هذه التصرفات لأن ذلك سيهدئ من مخاوف الآخرين و سيساعد الفيدراليين على نشر أفكارهم إن صحت بشكل فعال أكثر من الاجتماعات التي يعقدونها مع بعضهم البعض، فمن يسعى للتواصل مع الآخرين لا فائدة ترجى له من اجتماعات يعقدها في كل مرة مع نفس الوجوه التي تحمل نفس الأفكار التي يحملها و تعتقد بنفس القناعات التي يعتقدها و تكرر نفس الجمل التي يكررها و تسوق ذات الحجج التي يسوقها.
شتان الفارق بين أبنائك يا برقة، أنجبت علي حدوث العبيدي عمر المختار القرن الواحد و العشرين، و أنجبت من يغلق مدارج الطائرات و من يمنع الموظفين من أداء أعمالهم و من يهدد بإغلاق آبار النفط، كم نتمنى أن تكون بنغازي سباقة للخير، مثلما قادت الثورة عليها أن تقود الدولة و ذلك بإعطاء المثل و القدوة في الانضباط و في جمع السلاح و في استتباب الأمن و في مجلس محلي منتخب محدد و واضح الصلاحيات و في منظمات مجتمع مدني تعي دورها الهام، على برقة أن تقود قاطرة الاستقرار و التنمية لا أن تضع العصى في الدواليب.
لا أحد يقبل أن تظلم برقة و لا أن تظلم أي منطقة في ليبيا و لكن التعبير عن ذلك لا يكون بغلق المطارات و التهديد بإغلاق مورد رزق الليبيين جميعهم و بالتأثير السلبي على سير العمل في بلد يحاول التعافي مما ألمّ به، لا زال المشوار طويلا أمام ليبيا و بدلا من حشد طاقات هؤلاء الشباب و تفجيرها فيما يضر الأجدى إطلاق هذه الطاقات المتحفزة و الطيبة في مسارات العمل و العطاء لتنفع نفسها و لتنفع وطنها و لتنفع برقة و أهلها.
خليل الكوافي اقتصادي ليبي
فيدرالية ثم تقسيم أكيد ثم حرب أهلية على الحدود والموارد أي حمام دم.
ردحذف