إدارة الدولة و إدارة كافتيريا الجامعة يا سيادة المستشار
مدير كافتيريا الجامعة يستيقظ عند الخامسة صباحا ليتابع شراء كمية الخبز الساخن المتفق عليها مسبقا مع إدارة المخبز الذي يتعامل معه و يتأكد من جاهزية كل العمال و نظافتهم و لا يسمح لأحد بالعمل ما لم يكن متحصلا على الشهادة الصحية و لا يوظف إلا الشخص الكفء و حسن السمعة كما يراقب تجهيز الشطائر و يتأكد من توفر المواد اللازمة و النواقص و يجرب ماكينة القهوة و يتأكد من جاهزيتها و يدفع للموردين حتى لا يتوقفون عن توريد بضاعتهم و يضع آلية محكمة و محددة لقبض النقود من الطلاب و المشترين حتى لا تسرق الأموال و يمنع إعطاء بضاعة بالمجان لمن لديهم علاقات مع العاملين و يحرص على النظام و الدور بين الزبائن حتى لا يفقدهم أو يفقدوا هم أعصابهم إذا تم تلبية طلب أحدهم قبل الأخرين دون وجه حق و يتأكد مدير الكافتيريا باستمرار من النظافة العامة للمكان كما يمنع أي زبون من مخالفة الشروط و الآداب العامة و ينهي عمل أي مقصر من موظفيه، و يقوم بتقفيل الحسابات في نهاية الدوام و يقوم بالمطابقة اليومية بين المباع و النقدية الموجودة في الخزينة حتى يكتشف مبكرا أي اختلاس، و هكذا لا يتوقف المدير عن العمل و عن أداء واجباته و إن تخاذل في شيء منها فسد المكان و أفلست الكافتيريا فما بالك بإدارة الدولة.
إدارة الدولة شأن عظيم يحتاج للحكمة و الحزم و التبصر وحسن اختيار المعاونين و بذل الجهد المتواصل و إرسال الإشارات المستمرة الدالة على الحرص على المال العام و الإصرار على مكافحة الفساد و إلا انهارت و تفتتت و نهبت و أفلست و صارت أثرا بعد عين، ليبيا في خطر، فالأداء سيء و الاختيارات أسوأ، الأخطاء غير معقولة و غير مقبولة و غير مبررة في معظم الملفات إن لم يكن كل الملفات، سر أسرار الأداء السيء هو إخفاء المعلومات عن الناس لأن حرية الوصول إلى المعلومات هو ضمانة حقيقية لتصحيح الأخطاء فور ارتكابها و قبل تفاقمها لتصبح مستحيلة المعالجة.
يؤسفني القول أن بناء الدولة الجديدة غير سوي وأساسه معوج كبرج بيزا المائل و سيكون معرضا للانهيار في كل لحظة و أن يكون المرء مديرا ناجحا لكافتيريا الجامعة أفضل دون شك من أن يكون رئيسا لدولة وغير قادر على القيام بأعباء منص
(الشهيد يشوف فينا)
خليل الكوافي
اقتصادي ليبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق