(إلى التغيير)

بسم الله الرحمن الرحيم

(إلى التغيير)

يقول الله تعالى إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

من سنة الله في الكون أحسن يحسن الله إليك ، انفق ينفق الله عليك ، اتق الله يجعل لك مخرجا .

ومن سنة الله في الكون أن لا يترك الظلم يطغى و يستفحل ، يتدخل ليرفع الظلم والفساد والطغيان و..الطواغيت .

إن التدخل الإلهي يقول لنا كنتم في ظلم فرفعه الله وكنتم في قهر فنصركم الله وكنتم في ضعف فقواكم الله وكنتم في فقر فأغناكم الله

لقد طوى الله لنا صفحة القهر والاستعباد والاستبداد والظلم والفقر والجوع والجهل ، وفتح لنا صفحة جديدة .

و من غيّر نفسه فقد ربح

فمتى التغيير

فبعض الرؤوس تضل خاضعة * فما تصحوا وما تهتز حتى تطرقا

خوان أمته الذي تشدوا لها * بالزيف والتضليل حتى تغرقا

فما زالت أفكار النهب والسلب واستحلال المال العام في النفوس

وما زالت أفكار الوساطة وثقافة النفع ( الرشوة) تتسرب من النفوس

وما زالت ثقافة التصعيد والدفع بالأشخاص الذين لهم جرأة على السرقة واستغلال المناصب وتمكين الأقارب والأصدقاء

وما زالت ثقافة أن المسئول خارج القانون يعطي ويمنع ويأخذ ويترك كما يشاء

وما زالت ثقافة تمجيد المسئول وتعظيمه ، لمنصبه وجاهه ومكانته

فيا أبنائنا ويا إخواننا ويا آباءنا ويا بناتنا ويا أمهاتنا نحن الآن في صفحة جديدة صفحة بيضاء و كلنا سيشارك في الكتابة فيها بالصدق والإخلاص والجد والمثابرة والتواضع و التناصح والتعاون والنظافة والنزاهة والكفاءة وعنوان هذه الصفحة

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

التجديد لا يأتي إلا بالتغيير ،ففي الصفحات الأولى فرض علينا أن لا نعيش إلا من خلال الربا والظلم والنهب والرشوة والمحسوبية والوساطة والقبلية والجهل التخريب و و و ..

ولن نتهاون أبدا مع من يشوِّه هذه الصفحة

بدأنا صفحة جديدة وسندخل بأفكار جديدة أفكار البناء والتعليم والصحة والكفاءات والأولويات ولن يكون للأفكار المعمرية الفرعونية مكان في هذه المرحلة وستكون المحاسبة دقيقة وجديّة من بداية هذه الصفحة من (17فبراير )والصحيح والأوضح والأقوى والأوثق (12 ربيع الأول هذا هو تاريخ الثورة ) فثورتنا برعاية الله وحفظه ,وكل من يفكر بالصعود ليفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ،فمصيره كمثل شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء والذي يصعد ليبني بصدق وإخلاص يثيبه الله .

و الله الموفق

بقلم \ ابوسالم الرماح