مرحلة الثورة مرحلة يشترك في صياغتها كل اطياف الشعب رجال نساء شباب بنات مواطن عادي أو مسؤول أو سياسي تنصهر كل هذه المكونات لتصنع بركانا يثور على كل ما يأتي في طريقه أو يعيق تدفقه ...لكن سرعان ما تهدأ الثورة وتستقر فيبدأ مفجروها في تكوين الدولة وعندما نقول الدولة لا نعني سوق الخضار بل نعني دولة متكاملة فيها الفلاح البسيط والطبيب والمهندس والعامل والدكتور والفيلسوف والمفكر والضابط والجندي وهذا يعني أنه لكل ما سميناه سابقا دور في بناء هذه الدولة التي قاتل لأجلها كل هؤلاء صغارا وكبارا ... وعندما تستقر الامور لابد من ظهور السياسيين والمفكرين والنقاد وغيرهم ليشكلو معالم هذه الدولة المدنية على معايير الدول التي في عهدها بمعنى أن نضع في الاعتبار أن الجندي الذي خاض المعركة على الحدود وانتصر انتصارا ساحقا على الاعداء ودفاعا عن الوطن لا يعطيه انتصاره الحق في اعتلائه عرش المملكة أو رئاسة الدولة أو حكم الولاية لمجرد أنه قاتل العدو بضراوة في حين ان المعلم قابع في فصله يعلم التلاميذ أو السفرجي في مطعم يقدم المشروبات ولو أن الفضل كل الفضل في صون البلد واستقرارها هو الجندي الشجاع الذي مات على الحدود أو عاد منتصرا ..وإلا أصبح هذا الجندي مرتزقا يقاتل من أجل مقابل كأي مرتزق في انحاء العالم ..إلا أننا هذا مارأيناه في الاربعة عقود الماضية أي أنه من قتل وشنق وأغتال اعداء الفكر القذافي هو من يحكم ويسيطر ويملك نظير عمله بغض النظر عن ثقافته أو مستواه العلمي تحت مسمى الشرعية الثورية فتولد عن هذا الوضع ثورة عارمة رفضت الظلم والغوغائية والهمجية والكذب والخداع فقامت الثورة لتصحيح الوضع واعادة الحق إلى نصابه ولتقوم دولة المؤسسات فهل سيأخذ الثوار بهذا المبدأ -مبدأ دولة المؤسسات والقانون - ام اننا سنواجه ايضا شرعية ثورية من نوع اخر تعطي الحق لكل من قاتل ضد القذافي في أن يفعل ما يشاء بحكم انه من الثوار أم اننا سنسلم جميعا لمؤسساتنا زمام الامور وننصاع لما يتطلبه قيام الدولة من تفعيل هذه المؤسسات ؟؟ فالقارئ هذه الايام لما يكتب ضد وزير الدفاع أو الحكومة بشكل عام يرى أن اغلب الكتاب والنقاد قد جانبو الصواب ولم ينصفو احد من الحكومة ربما لأنهم لم يصدقوا انهم لديهم الحرية في النقد فالنقد يجب ان يكون بناء هادف يدفع الى الامام وليس يعيق الى الخلف ولكي تبنى الدولة يجب ان نحترم مؤسسات الدولة بكل مكوناتها ونعطيها الفرصة للعمل وهانحن نرى ونستكشف يوما بعد يوم ان ماتعمل عليه الحكومة يحتاج منا الى صبر ووقت وتحمل على الرغم من ان هناك من الثوار من لا يزال حتى الان يعطي ويضحي ولم يقل كلمة واحدة رغم عوزه المادي وضيق ذات اليد إلا أنه صابرا محتسبا يؤدي ما يظن انه واجبه ولم يلتفت إليه احد بكلمة تشجيع ممن يظهرون على شاشات التلفزيون ليقولوا لنا نحن هنا ولا زالوا لم يستوعبوا أن الظهور على الشاشات يبقى دائما لمن يعملون في المجال الاعلامي لتوصيل رسالتهم للناس وليس لإشهار انفسهم .... وللحديث بقية
بقلم ابوصاع الشافعي
والله يا زنتان مشيتوا في طريق ما هي طرقكم خلوكم في الصيدة و الترفاس وهاذي الحاجة الوحيدة اللي تقدروها يا عليك رعاع.
ردحذفﻻﻻ يقدرو حاجات هلبة تانية غير ما فيش داعي لذكرها وربي يهدي
ردحذف