الثلاثاء، 10 أبريل 2012

بشاير يا ليبي بشاير

بقلم الدكتور عمران الشائبي




كنت من الذين حالفهم الحظ بوجود اسمى فى لائحة الطلبة الموجهون للدراسة بكندا, كان ذلك فى اوائل الثمانيات واستعدت لرحلة العمر وتحقيق الحلم بالعيش خارج الوطن وتركت "زينة ونحول" وهم لازالو يبحثون عن ام تلك النحلة المغامرة زينة, كانت تلك الفترة بداية للاناشيد الثورية المتطرفة والمسلسلات الهزلية الركيكة وبدايت التجهيل المتعمد. حينها انتقلت الى ذلك البلد الشاسع البعيد وفى ذلك الوقت لم تكن هناك اى من القنوات العربية ثبت خارج محيطها الجغرافى, ومرت السنين تلو السنين واصبحت زيارة الوطن لاتتعدى الاسبوع كل خمس سنوات او ماشابه, وفى منتصف التسعينات اتصل بى صديق ليخبرنى بأمر سار الا وهو انه اصبح بإمكانى ان اشاهد القنوات العربية على جهاز الساتالايت الجديد لمنطقة امريكيا الشمالية وقد سررت بهذا الامر وذهبت ذلك اليوم الى المحل الذى اخبرنى عنه صديقى وكلنى لهفة وحنان واشتريت ذلك الجهاز ولم اسأله حتى عن الثمن.


عدت الى البيت باقصى سرعة واستبدلت جهازى الانكليزى بالجهاز الجديد وبدأت بالبحث, وعيناى تقرأ كل اسماء القنوات العربية المتاحة وانا فى شدة الفرح وفجأةً ظهر إسم القناة الليبية (الله اكبر) هاهى بلادى بمخرجيها وشبابها واغانيها واخبارها وبرامجها ستكون فى متناول اليد سأشاهد مايشهده اهلى واصدقائى وكلنى لهفة وسعادة بأننى سأستطيع معرفة إن كانت زينة قد وجدت امها ام ان المغامرة والبحث لازال مستمر!!!


رفعت من مستوى صوت التلفاز الى اعلى حد وضغطت على رقم القناة الليبية وفى تلك اللحظة رأيت تلك (الكاسكوات) متشابكة بعضها البعض وهى تغنى او ربما تتوعد (بشاير ياليبى بشاير .... والشعب معا الثورة ساير ... يؤيد فيها , إيناصر فيها... بالقوة و العزم الثائر...بشاير....) عندها اقشعر بدنى وغيّرت كل شعرة فى جسدى اتجاهُها لتُصبح زاوية قائمة وأنتابنى شعور غريب ضاق صدرى ونقص اكسجين الدار وكدت اقع من شدة الهول.... امازالو على هذا المنوال؟
فككت الجهاز الجديد بعد ان رجعت إليَّ بعض قواى ,ارجعته فى صندوقه ثم ذهبت الى محل تأجير الافلام العربية واستأجرت مسلسل زينة (حاجة في نفس يعقوب قضاها).




وهنا أتسأل عندما يشاهد الليبى المغترب محطات 17 فبراير الجديدة وهى بنفس الوجوه والضيوف التى اعتادو على رؤيتها خلال السنين العجاف, اتسأل ماهى الزاوية التى يتخدها شََعرهم على اجسداهم !!!

هناك تعليق واحد:

  1. هذا مش دكتور هذا فاشل في دراسته في كندا بداء ياخد في دورات ميكروسفت وبعدين اخد دبلوم في التقنية الصناعية في سنة 1991 واني زميله في كندا وهو احد الطلبة الفاشلين عمران الشايبي

    ردحذف