ليبيا للجميع وبالجميع ومن حق الذي يرغب في تطبيق الفيدرالية أن يدعو لها ، لأن ليبيا هي وطنه وهذه الفكرة هي حيث أوصلته اجتهاداته في السعي وراء مصلحة هذا الوطن ، كما أن من حقي أن أرفض تطبيق الفيدرالية، لأن ليبيا هي وطني أنا أيضا ً ورفض هذه الفكرة هو ما أوصلتني إليه اجتهاداتي وسعيي وراء مصلحة بلدي ، وفي النهاية سوف يحتكم المؤيدون والمعارضون لهذا النظام الي صناديق الاقتراع والاستفتاءات لكي نعرف أي الحزبين أحق بأن يتبع، وهذه هي الديمقراطية أيها الكرام . أما الذين يرفعون شعار الديمقراطية ويدعون لها ، ثم يبادرون بالإعلان عن الفيدرالية من جانب واحد، فهذا إعلان عن الإنفصال وليس اعلان عن الفيدرالية . إن هؤلاء الإخوة مقدمون على أعظم إهانة قد ترتكب في حق هذا الشعب، حيث أن الاعلان أحادي الطرف يحمل في طياته قدرا ً من التهميش للمواطن وللرأي العام في ليبيا، أشد وأعظم من ذلك التهميش الذي كان يعانيه هذا المواطن وهذا الرأي في ظل النظام المنحل . الفيدرالية هي الحل ولكن أين المشكلة ؟؟ يقول الاخوة في الشرق بأن المشكلة هي المركزية، ولكني لا أظن بأن هناك أحد يؤمن بمبادئ ثورة 17 فبراير و يؤمن بالتغير نحو الافضل يدعو الي استمرار المركزية ، والي استمرار معاناة الليبين في شتى بقاع البلاد خارج العاصمة ،،، إذا أين هي المشكلة ؟؟ عندما يريد الانسان أن يصل الي البلح .. هل يقطع النخلة ويسقطها لكي تصل هي الي مستواه ؟؟ أم أنه يفكر في وسيلة ترتفع به نحو الأعلى لكي يصل هو الي مستواها ؟؟؟ في كلتا الحالتين سوف يأكل من البلح ولكن الفرق يكمن في حصوله عليه في المستقبل . نحن نريد أن نضع حلا للمركزية فهل يكون ذلك الحل بتقسيم البلاد ؟؟ وإذا قمنا بتقسيم البلاد وتوصل أهل بنغازي الي حل مشكلة اللامركزية ، فماذا عن أخوتنا في الشرق من بقية المدن غير بنغازي ، كيف سيوضع لهم حل في مشكلة اللامركزية ، أم أنهم سوف يطالبون بالإنقسام هم كذلك ، وإذا كان أقليم برقة سوف يتكفل بوضع لامركزية داخله ، لماذا لا نتكفل بوضع تلك اللامركزية ونحن قطعة واحدة بدل تقسيم البلاد . أيها المفكرون إنها ليست معركة من أجل فرض الأراء أو مسابقة لكي تعرفوا من منكم سوف يظل على رأيه أطول فترة، إنها ليبيا ايها السادة . في مراسلة خاصة دارت بيني وبين الاستاذ سليم الرقعي الذي يعد من دعات الفيدرالية مؤخرا ً ، قالي لي فيها متسائلا (( يا أبني يا محمد أنت متخوف من مسألة النفط !! هل كان النفط موجود يوم أخدنا بالنظام الفيدرالي عام 1951 ؟؟ )) وأنا أجيب الاستاذ سليم وأمام الناس ، لا لم يكن النفط موجود يوم أخدنا بالنظام الفيدرالي عام 1951 ، وربما يكون اكتشاف النفط لاحقا ً هو سبب فشل النظام الفيدرالي عام 1963 . ثم يسألني الاستاذ سليم في نفس الرسالة قائلا (( النفط ثروة وطنية ..هل وجدت من الفيدراليين ابدأ مني أنا أو الدكتور فتحي البعيرة رئيس التكتل الوطني الاتحادي من أجل الوحدة الوطنية، من يتحدث عن النفط ؟؟ وأجيب ..لا يا أخي سليم ، لم أسمعك أنت ولا الأستاذ فتحي تتكلمون عن النفط ، كما لم أسمعكما تتكلمان عن الفيدرالية فيما سبق ، ثم ها أنتم أصبحتم اليوم من أشد المنظرين لها ، ولا أدري غدا ً الي أي الأفكار سوف تنظرون !!! . أخي المواطن الليبي ، إن الفيدرالية في دولة تسود روح التعايش بين أفرادها ، ماهي الا وسيلة تعقد السلسلة الهرمية للسلطة ، وهي ( بيروقراطية ) تفتح الباب أمام تعدد الحكومات والوزارات داخل كل أقليم ، ما قد يساهم في ارتفاع نسبة الفساد الإداري ويقوض جهود الرقابة ومكافحة التجاوزات المالية ، الأمر الذي سوف ينعكس سلبا ً على الحالة المعيشية للمواطن البسيط ويفاقم من معاناته ويبعد عنه شبح الحياة الكريمة في ظل هذه الدولة . بقلم محمد أبودربالة |
الجمعة، 2 مارس 2012
الفيدرالية حل لمشكلة غير موجودة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق