حين نحتفل ها نحن هنا في كل مكان نرفع الاعلام, نزهو ونشترى الزينات ونعلقهن على النواصي, تضحك عيون اطفالنا, وتزغرد نسائنا وامهاتنا, بما فيهن من استشهد له ابن, او زوج او اخ, او قريب او جار, او صديق, ها نحن نخرج للشارع لنحتفل وكأننا لم نحتفل من قبل, ها هي الجدران تضحك, البيوت تزهو, ها هي جيوبنا الان تنضح ما فيها من دريهمات لنشترى حلتنا والعاب لطفالنا, ها نحن نقتحم الشوارع في سيل لايعرف التوقف, نسير نحو ساحة الاحتفال لانه احتفالنا, لنرفع الاعلام ونفرح, نبتهج كأول يوم, من ايام الربيع المضمخ بالدماء الطاهرات......
فلم يكن في السابق الفرح فرحنا ولا الحفل حفلنا, كنا نقبع في بيوتنا, يغيب ابنائنا على مدارسهم,وتتوقف تاكسياتنا, وتغلق محلاتنا ابوابها, وتسد الطرق بيننا, ويسيجون المنطقة بسياجه الامني الحديدي, يحتفل داخله وحده كصنم,ياتي بالمصفقين له, والراقصين والراقصات يزهو ويرتدي بدلته العجيبة كل مرة,يفرح يسرح ويمرح يجول بنظره في السماء, يرتدي نياشينه ويعرض الوان بدلته, ويكتسي ابنائه حللهم ونياشين معاركهم عبر عواصم وخمارات العالم, يصورون ويهللون لوحدهم, واما نحن فكنا هناك حتى مخابزنا مقفلة, نمضغ الصبر الرهيب, لكنه وان طال فقد كان معجونا بالغضب, وهاهو ينفجر بالفرح البائن في عيون الناس, هؤلا هم نحن حينما نحتفل, ونحتفل, نحتفل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق