أليس فينا من رجل رشيد
قامت الثورة بفضل من الله عز وجل وأعاننا الله بقوة ماكانت لتجتمع إلا على شر، ولنا في التاريخ عبرة. لماذا إجتمعت هذه القوة في رأيك؟ لإزالة الطاغية....ثم ماذا! هل في إعتقادك أن هذه الدول صرفت الأموال والعتاد والعدة على هذه الحرب فقط لإزالة الطاغية. أنا دولة عظمى ولدي من الإمكانيات مايأهلني للتدخل في شؤون البلدان الأخرى وتسييس الأمور لتعود بالنفع علي، وليس لك الحق في المناقشة حتى! أنت لاتساوي إلا الأرض التي تقف عليها ولولاها ماكنت لتظهر في صفحات ووسائل الأعلام. ليبيا لديها من الإمكانات مايأهلها الوقوف والتعافي من مغبات هذه الحرب بسرعة شرط ان يكون فينا رجل رشيد. ماهي وظيفة الإستخبارات في الدول العظمى. هل تعتقد أنها بمعزل عن المشهد الليبي. هل تظن انها تراقب وتتفرج فقط. السؤال الذي يطرح نفسه متى ستتعافى ليبيا من هذا الجرح العميق. من 1969 إلى 2011 ليس بالوقت القصير في عمر الدول. في تلك الفترة تقدمت الدول تقنيا وصناعيا بشكل ملفت للنظر. للأسف خلال هذه الفترة تم إستنزاف أخلاق الليبيين "إلا القليل" ودخلت الرشوة وتغلغلت الوساطة وإستشرس الربا حتى ماباتت القناعة والعمل النبيل إلا ضربا من الماضي والله المستعان. أمسى قنوع الأمس باحث عن الرشوة بمسميات شيطانية مثل فرحة الصغار و ماكلة العويلة وماإلى ذلك من مسميات لاتخفى عليكم. فسد الإنسان الليبي إلا من رحم ربي والأسباب قد تكون معروفة لذى البعض والغش في الإمتحانات خير مقياس لهذا التدني. إذا لم تكن مشكلتنا في المال بل كانت الإنسان...فهل ياترى تغير الإنسان؟ الخطوط الحمراء جعلت ليقف الجميع ورائها. ولكن من يحدد هذه الخطوط هل هم الافراد أم المعتقد أم السيادة أم هو مجرد شعار ليستغل بعضنا بعضا. أليس فينا من رجل رشيد. لماذا يفرض علينا مانريد ولا تتاح لنا فرصة الاختيار إلا في أمرين إما أن تكون معنا أو نكون عليك. هم كانو ثوارا في نظر القنوات الإعلامية واليوم أصبحو مليشيات مسلحة وفي الغد ربما خارجون عن القانون ومطاردون. من السبب؟ هل هو الولاء للأشخاص أم حب السلطة الغائب عنا أم ياترى هكذا يستقيم الامر او قد تكون مايسمى بالسلطة الرابعة. أليس فينا من رجل رشيد. الشهادة في سبيل الله أمر نطمح له ولازلنا ونسأل الله العلي القدير أن يتقبل موتانا من الشهداء عنده ويلحقنا بهم والصالحين مع الانبياء والصديقيين. السؤال هل نثأر للشهيد؟ وهل مازل الشهيد بحاجة لك. في عهد الفتوحات الإسلامية كانو يتسابقون للشهادة ليس حبا في مناصب ولا حب في المال بل مرضات لله عز وجل وطمعا فيما عنده من فضل. لماذا خرجنا للثورة؟ ولماذا نثأر للشهداء؟ ولماذا ينتظر الكثير من الثوار المكافأة من الدولة؟ أليس فينا من رجل رشيد! هل تجاوزت الخطوط الحمراء. هل سينعتونني بالازلام ! أزلام الطاغية قوم جاءو من كوكب آخر. علينا قتلهم أينما وجدناهم ! أما نحن الليبيين فنحنو مسلمين لانقتل إلا بالحق وبشرعة الإسلام ونحن على كلمة واحدة وليس بيننا دسيس ولاخسيس. وعندما يحدث شيئ في ليبيا نلجأ للشرع والاعراف والتقاليد ونتناصح، لأننا وبكل بساطة إخوة. من أسباب النصر "إن تنصرو الله ينصركم" نصرة الله هي تحكيم شرعه والإمتثال لأوامره وإجتناب نواهيه. لماذا بعض المدن مهجرة ولماذا نطارد الازلام؟ أليس هذه الثورة للجميع وبالجميع ومع الجميع دون إقصاء. من أخطأ فليتحمل نتيجة خطأه. ولكن من يحدد الخطأ وكيفية العقاب، هل هي الرصاصة أم القانون ومن يفهم في القانون. أليس فينا من رجل رشيد. هل إجتزت الخطوط الحمراء. إذا أردت الرفعة فعليك تمجيد الثوار والثورة، لانك إن لم تفعل فأنت من الأزلام وسنحاكمك ولن يعلم أحد أين سنحاكمك. فرحنا بالثورة، لم اكن قادرا على حمل السلاح لأني لم أكن بالبلاد ولا أستطيع حمل السلاح ببساطة أنا أخاف الأسلحة وأرتعد خوفا من اصواتها وخصوصا عندما توجد لدى من لايقدرها حقها. ولكن فرحت اشدما فرح عندما علمت أن شحنة الادوية والمواد الغذائية دخلت من مصر إلى بنغازي وكانت اول شحنة وتثالت الشحنات بمايسر الله والفضل من بعد الله للقاطنين خارج البلاد ولاينتظر أحد منهم الشكر على مافعلو. هل كشفت الغطاء أم ان هذا خط احمر. أنا أعتذر ياسيادة المستشار وياحكومة إنتقالية أنني لأتفق مع أغلب مافعلتموه لأني ببساطة أرى الدولة كالآتي:
1- المركز الليبي للدراسات الإستراتيجية . مركز به الخبرات الفنية القادرة على التخطيط لسنين وليس المؤقتة او الإنتقالية.
2- المركز الليبي للقياسات. تحديد جودة الحياة للفرد وإصدار المواصفات الليبية والتشديد عليها بما يتناسب والمعايير العالمية.
3- الإستخبارات والتجسس. نخاف من التسمية ولكن شر لابد منه لضمان هيبة الدولة ومنع العم سام من التجول في الصحراء دون رقيب.
4- المركز الليبي للتأهيل والحرفية. اخوتي الذين ضحو بأطرافهم يحتاجون منا العون. هذا المركز سيكون بمثابة المؤهل والمسوق لأعمالهم. فمن بثرت رجلاه ولديه يدان يمكن تأهيله لتعلم البرمجة أو أي حرفة أخرى يرغبها.
5- بناء الجيش يحتاج لبناء مؤسسات عسكرية قادرة على تفعيل الجندي ليكون مهندس وفني وطبيب و....إلخ وليس جيش تقليدي أكل وشرب وخرائط قديمة وصرف الأموال. لاحظتم صواريخ توماهوك العالية التقنية . يجب أن يكون الجيش جزء من الشعب وليس إبعاده.
6- بناء الدولة من المواطن إلى الأعلى وليس من الاعلى إلى المواطن.
7- الدولة ككيان هي جزء من الشعب وهي ترعى مصالح الشعب ولكن من سيحاسبها إذا أخطأت وكيف نعرف أنها أخطات.
8- أنا لأعرف ماذا تعني إنتخابات ولا المؤتمر الوطني ولا الأحزاب. ألا يحتاج الليبي إلى تأهيل إنتخابي وسياسي. ومعرفة الهيكلية السياسية العامة للدولة.
9- طرح القوانين العامة المنظمة للمعاملات وتوعية الناس.
10- تفعيل نظام الإستبيانات والدراسات الإحصائية في الوزارات. لكي تعلم الوزارة هل هي في طريق مستقيم أم لا.
11- دولة خالية من الفكر القذافي ومن الهيمنة للفرد ومن "لا لا هذا ولد الوزير ماتخالفاش".
أشكر لكم وصولكم لهذه النقطة من الكتابة. وأسأل الله أن يبارك ثورتنا ويهدينا لسبيل الرشاد ويقوينا على قهرحب الذات والتسلط ويحنن قلوبنا على إخوتنا. مادفعني إلى كتابة هذا هو مارأيت من تجاوزات لبعض الثوار ومن صراع على السلطة ومن شكوى الناس والتذمر من "شن صار، أمتى صار" مافيش حد عارف شي. من هي الدولة وكيف تعمل؟
م.خالد أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق