الاثنين، 20 فبراير 2012

المعلقة الثامنة لثورة 17 فبراير


المعلقة الثامنة لثورة 17 فبراير
الزنتـــــــــــــــــــــــــان
1ـ تقضي المروءة ُ أنْ يَخطَّ بَنانِي فوقَ السحابِ "الفخرُ للزنتان"
2ـ قومٌ يَرَونَ الشمسَ تحتَ نِعالِهم والبـَـدْرَ قرصًا في يدِ الصبيانِ
3ـ يتقاذفونَ الموتَ بين رؤوسهم كرة ً فيــــــــــــــا لله للفرسان
4ـ ما كنتُ يوماً في المقاطع مادحًا إلا أبا الـــــزهراءِ من عدنان(1)
5ـ لكنَّ ما فعلَ الرجـــــالُ يشدُّني فيقولُ صدقاً في المقال لساني
6ـ هذي حقيقةُ حالِــــــهِمْ معروفة ً للناس قاصيهم هنـــاكَ وداني
7ـ فقــــــــــراءُ مال ٍ، أغنياءُ عقيـدة ٍ بُسَطـاءُ، فلاحون في الوديان
8ـ علماءُ شــــرعٍ، ناطقـون بحكمة ٍ شعــــراءُ، أهلُ فصاحة ٍوبيانِ
9ـ لا يحملونَ الحِقدَ بين جوانــــــح ٍ فضــلاءُ، أهلُ تقـــارب ٍوتداني
10ـ لكنْ إذا الخطبُ ادْلهَـمَّ وقطـَّبَتْ يَسترخِصونَ الروحَ في الميدان
11ـ شهِدَ العدوُّ لهم وسطــَّـرَ كاتبًا في وصــفِ حملتهِ على فـزان(2)
12ـ في "نحوَ فزانَ" الحديثُ موثقٌ يُغني عن التعليل والبــــرهانِ
13ـ وفروعُهم مثلُ الأصول كرامة ً لا يقبلــــــــون بذلـــةٍ وهـــوان
14ـ لا غروَ إنْ رفضوا الخنوعَ لظالمٍ متكبـَّــــــرٍ متجبِّـــــرٍ شيــــطانِ
15ـ لاغروَ إنْ دفعَ الشباب دِماءَهــم لخلاص شعبٍ في الدَّمَــار يُعاني
..................
16ـ وَقَفَ الإمـــامُ مكبِّراً ومحرِّضـًا مستهـزئًا بعصــــــابة الطغيان(3)
                  17ـ وتدافـَـــعَ الثــــوارُعند سماعِهِ بشيوخــــــها وشبابها الفـَيْـنان
18ـ رَفضوا جميعَ المغرياتِ مناصباً ومبالــغََ الأمـــــــوال بالأطنان
19ـ لم تغرِهمْ تلك العروضُ فقدّمـوا ما عندَ ربِّكَ، لا المَهينَ الفانـي
20ـ كَلا ولا لَــَــــــــــمْ يَثنهم تهديدُهُ أو وصفـُه ُالأحــرارَ بالجُرْذان
21ـ قبلوا التحـَـــــديَ واثقينَ وقولُهـم مَرْحَى بموتِ العزِّ في الأوطان
22ـ وقفوا بوجه ِالظلم يومَ تحــرَّكتْ قواتهُ في السـِّـــــــرِّ والإعلان
23ـ هتفوا بإسقاطِ النظـــــام وأعلنوا لا خوفَ يا زنتـــــانُ بعد الآنِ
24ـ نحنُ معَ ثــــوارِ بنغازي التي خرجتْ لتكسِرَ شوكةَ الشيطان
25ـ دفعوا النفوسَ رخيصة فتخضَّبتْ تلكَ الأباطـِـــــحُ بالزكيِّ القانِي
26ـ فتحُوا المدارسَ والبيوتَ وقدّموا ما كانَ بالموســــوع والإمكان
27ـ قاموا بتوزيع السلاح ودَرَّبــُـوا ثوَّارَنا فـــــــي مَأمَـن ٍ وأمَـان
28ـ وقفوا مع ثـــــــــوارَ كلِّ مدينةٍ واستقبلـوا المشـَّـايَ والرَّيَّاني
29ـ مِمَّنْ أَبَوا إلا الخُرُوجَ على الذي ظنَّ الشعُــوْبَ تساقُ كالقطعان
30ـ وقفوا مع الجيران يوم تقدّمــوا للموتِ في جادو وفي الرجبان
31ـ وقفوا مع فرسان يفرنَ عندما هبـوا بوجهِ الظلـــم والطغيان
32ـ وقفوا مع ثوار قلعة ِعـــــزِّنا أمِّ الرجــــــالِ ومنبتِ الشجعان
33ـ وقفوا مع نالوتَ يوم حصارها ومــع بني كابــــاوَ والجيران
34ـ وتحررت تلك البــــلادُ وهَللتْ من غـربِ نالــوتٍ إلـى غريان
35ـ وتطهرت تلك السفوح وقد غدا جبلُ الشمـوخ ممنـَّـعَ الأركان
36ـ وأتوا جميعًا واثقين بربهــــــــم متراصفين تراصــــف البنيان
37ـ دخلوا عروسَ البحر رُغمَ حصارها بكتائبِ الطغيـــــــان والخذلان
38ـ فأتتْ جمــــوعُ الثائرينَ وأهلُها من كـــلِّ منطقةٍ وكــلِّ مكــان
39ـ دَخلوا مَواطـنَ عِزِّهِ فتساقطتْ أصنامُــها بكثافةِ النيـــــــــران
40ـ وتحرَّرتْ أمُّ المــــدائن يومَـهَا بمطارها وشطوطِهــا ومواني
41ـ هَرَبَ الجبانُ برأسِهِ متسلــــلا ً كالفأرِ، أيُّ مكابـــــــــــرٍ وجبان؟
42ـ وتتبَّعــوا المستأجَرينَ لقتلنـــــا من كلِّ عِرْقٍ ٍ في الوَرَى ولسان
43ـ بُسِطَ السلامُ بها فأُمِّــنَ خائفٌ من غدْر مـرتزقٍ وفُـُـكَّ العاني
44ـ وَعَلتْ زغاريدُ الحرائرِ فرحة ً والحمـدُ والتكبيــــــــرُ للرحمن
45ـ فسلِ الجزيرةَ والمراسلَ عندها عبدَ العظيم بســـــــاحة الميدان
46ـ ماذا رأى من صبرهم وجهادهم لا يقبلون بعاجــــــــــل أوفاني
47ـ يتسابقون إلــــــــى المنية حسَّرًا متدافعين لكسب كـــــل رهان
48ـ فالفارسُ المدنيُّ قـــدَّم روحَـــهُ للهِ يـــــــــــومَ تقابلَ الجمعان(4)
49ـ غدروا بهِ عندَ القدوم محــــاورًا لا يؤمنــــونَ بموثقٍ وأمــــان
50ـ نمَ هانئـــــًا للصالحين مـــرافقاً ومكرمَا في الروح والريحان
......................
51ـ لن أنسى هاتيكَ الكليمة َعنـدَما دفعتْ بفِــــــلذةِ كبدِها والثاني(5)
52ـ وأتتْ تودِّعُ فارسين تـــرجّـلا بعد الصـــــلاة لجنةِ الرضوان
53ـ كانتْ لنا الخنساءَ في إيمـــانها وفخــارها إذ كُــــــرِّم الاثنـان
54ـ من ينسى غاغا يوم ودَّعَ باسطاً متجمّلا بالصبـــــر والسلوان(6)
55ـ وتلا قّـُصَيُّ الفخـْـر يتبعُ عمَّه متقابلـَيْنِِ بكوثـــــر ٍوجِنـــــانِ
56ـ مَنْ يَنسَى فنيــرًا وَديْـرَة َفِتية ً أُمَّاهُمَــا في الصَّبْر مَدْرَسَتان(7)
57ـ والتيرَ والأسْطَى السَّخِيَّ وطارقاً والقـُرْجَ، عُذرًا بلْ هما قـُرْجَان(8)
58أنا لا أعدِّدُ كَمْ قضَى منْ فارسٍ فالأمْــرُ فـــوقَ العدِّ والحُسْبَان
59ـ لكنهم بعضُ الذيـنَ عَرفتــُـــهُمْ وأعَــــزُّ مَنْ فارقتُ من إِخواني
60ـ في كل بيت بالشهادة محفــــــلٌ ولكــــل أمِّ في الثرى بَطــــلان
61ـ شيبًا وشبانـــًا هنــــاك تبـوؤوا غرَفــــًا بـــــــدار كرامةٍ وأمانِ
....................
62ـ وصلوا الحمادةَ والحقولَ وطهَّروا تلك الفجاجَ من العــدوِّ الجاني
63ـ دخلوا مع ثــــوار برقنَ شاطئاً رمــــــــلاً معَ خبرائهِ الحُطمَـانِ
64ـ مترصدين الهاربيـــــــنَ تسلـلاٌ تحتَ الظلام ترصُّــــدَ الفيران
65ـ وأتوا بسيفِ الجاهليــة موثقـــًـا للأسر بعد تفـــــــرُّقِ الأعوان(9)
66ـ بُتِرَ إصبعاهُ وكانَ أمس مهــــدِّداً بهِمِا جُمُوعَ الشعبِ في الميدان
67ـ واليومَ من حقِّ الجموع طلابُها بلسـانِهِ، وبضــــربِ كلِّ بنــان
68ـ ما كانَ سيفاً في الحروب وإنمـا سيفَ الهشيـمِ مُفلـَّلَ الأسنـان
69ـ وكذا مصيــــرُ الظالمينَ لشعبنا والمفسدين وزمــــرةِ الطغيان
70ـ مَنْ ذا يزايدُ أو يطاولَ عزهُـــمْ فالعِــــــزُّ كــلُّ العــزِّ للشجعــان
............................
71ـ إني لأدعــــو للتصالحِ عاجـــلا ً لا وقتَ للأحقـــــادِ والأضغـَـــان
72ـ فالأبريــــاءِ هُمُ الضحيــــة بيننا لا ذنبَ للأطفـــالِ والنســـــوان
73ـ لا ذنبَ للرجل الضـرير ومُقـــعَدٍ لا ذنبَ للشيخِ الكبيــــرِ الفاني
74ـ إذ حُرِّمتْ عندَ القتال دمــــاؤهم في شرعنا فيما رَوَى الشيخان
75ـ أمَّا الذين تلطـَّـــخوا بدمـــــــائنا يومــاً لنصــرةِ ظالمٍ ســـــجَّان
76ـ والآكلـــــــونَ السُّحْتَ منْ أموالنا والمفسدونَ وزمـــرةَ الشيطان
77ـ فالاقتصاصُ الاقتصاصُ مصيرُهم والحُكــْــم ُحُكْم ُاللهِ فِـــي القرآن
78ـ لا بدَّ مــــــن ردِّ المظالــــم بيننا فيمــا مضى بالعــدل والإحسان
79ـ وجهادِنا النفسَ الشــــريدةَ أولاً فهي العــدوُّ الحـقُّ في الميدان
80ـ ونشدَّ أزرَ القائميـــنَ بأمـــــرنا ونفكَّ أســــرَ المستجير العاني
81ـ ونعالج الجرحـــى الذين تقدمـوا منا الصفوفَ، بغيــرة الفرسان
82ـ ونعِدَّ جيلا للبنــــــــــاءِ مسلحًا بالحبِّ والتعليــــــــم والإيمـان
83ـ متنافسين إلى العــــلا بتجـــردٍ لا غشَّ لا تعطيــــــلَ للأذهـان
84ـ لنراكِ لبيانا الحبيبة َجنـــــــــــة ً مبنية ًبيد الشبـــــــــاب الباني



د/ الخطاب الماي المزداوي بريطانيا في 22/11/2011م

1 ) أبو الزهراء كنية المصطفى صلى الله عليه وسلم .


2 ) القائد العسكري الإيطالي الجنرال قراتسياني في كتابه (نحو فزان ).


3 ) الشيخ الطاهر الجذيع.أحد أئمة الزنتان الذين أعلنوا خروجهم على الطاغية وحرضوا على ذلك منذ اليوم الأول لثورة 17فبراير .


4 ) الشيخ محمد المدني و هو أحد أعيان مدينة الزنتان ، استشهد أثناء مفاوضاته لازلام القذافي من أجل تسليم أنفسهم قبل أن يقتلهم الثوار ، غير أن رصاصة غدر من المرتزقة أسقطته شهيدا .


5 ) نقلت شاشات التلفاز مقطع لإحدى أمهات الشهداء من الزنتان وهي تودع شهيدين من أبنائها أصيبا بقذائف الطاغية وهما في المنزل بعد رجوعهما من صلاة الفجر ، حيث كانت مناجاتها ودعائها مؤثرين .


6 ) المقصود صديقنا المهندس محمد بشير غاغا الذي ودع هو الآخر من بيته شهيدين أخاه عبد الباسط بشير غاغا عند هجومه على مخازن الاسلحة بالقريات لتزويد الثوار بالسلاح مع بعض أقاربه في الأيام الأولى للثورة، ثم ابنه الشاب قصيّ محمد غاغا عند رجوعه من المشاركة في تحرير الجنوب .


7
) هما الشابان الشهيدان ابنا الخالة: يوسف مصطفي المبروك فنير وأسامة أبوبكر الهادي ديرة .

8
) الشهيد أيمن مسعود التير فقد طلب الشهادة ونالها في جبهة سرت الغربية .الشهيد: علي صالح الأسطي ووصفته بالسخي لأنه كذلك إذ جاد قبل سنوات بـ( جزء من كبده ) لابن عمه (أسامة محمد سالم الأسطى) في أحد مستشفيات ألمانيا وهو الآن بصحة وعافية نسأل الله أن يديمها عليه ، والشهيد : طارق ضو علي بن ضو وقد استشهد هذان البطلان أثناء الوقوف مع ثوار الرياينة في تحرير مدينتهم ، والشهيدان: جمعة محمد القرج وعلي الحراري القرج .استشهدا عند الهجوم على مخازن الأسلحة بالقريات لتزويد الثوار بالسلاح

9
) الطاغية بن الطاغية سيف الإسلام القذافي الذي وقع في الأسر وقد بتر إصبعاه بعد أن فقد حراسه والأعوان .

هناك 3 تعليقات:

  1. بارك الله فيك إنه كلام يكتب بماء الذهب وفقكم الله لما فيه الخير

    ردحذف
  2. اللهم تقل الشهداء واشفي الجرحى واعد المفقودين وانصر الدين............ انها من اروع القصائد التي قراءتها والتي تجسدت لي كلماتها واقعا مرئيا عند قراءتها وارتسمت لي خريطة ليبيا عند ذكر المناطق المجاهده.... فبارك الله فيك ونفع الله بك.

    ردحذف
  3. اخت الشهيد يوسف مصطفي1 سبتمبر 2012 في 5:26 ص

    صح لسانك يا د الخطاب قصيده قمه في الروعه

    ردحذف