المعلقة السابعة لثورة 17 فبراير
من بني غازي(1)
1- بني غازي يطيبُ بها لساني ويقصُـرُ أن يَصــوِّرَها بياني
2- بني غازي وأنتِ القلبُ منــَّا وربِّ البيتِ، والسبــعِ المثاني
3- بني غازي التي جُرِحَتْ مرارًا وتصفحُ عُمْرَها عن كلِّ جانِ
4- بني غازي وبالأرواح تفـدَى ومنْ يرمِ بني غازي رمــاني
5- هي الأمُّ الرَّؤوم لمن أتاهــــا فيحظى بالرعايةِ والأمَــــان
6- ولكن سامها الدجـال ظلمـــا وتقتيلا مع القهـــرِ العلاني
7- فكـــــم أمٍّ بها ثكلى وتدعـــو علــى الدجَّال، كمْ رُفِعت يدان
8- وكــم طفــلٍ تيتــــــــم لا لذنبٍ وآمَتْ أمُّــهُ بين الغــــــواني
9- وكم طفلٍ بها زرعوهُ موتـًا فقضَّى العمرَ مهمومًا يعاني
10- سَلوا التاريخ َعنها عن بنيها مع المختار في الحربِ العَوَان
11- بني غازي لها في المجد سبقٌ وها قد أحرزتْ قصَبَ الرِّهان
12- ونادتْ للخلاصِ وقد نَفرَنـَــــا خِفافاً في الزمان وفي المكان
13- وأوقدَ شعلة التحريـــرِ فيها شبابٌ لــمْ يزلْ في العنفوان
14- توارى الخوفُ منهم يومَ نادوا لِتـُقطَعَْ رأسُ ذاكَ الأفعــوانِ
15- وملحمة الفضيل بها رأينـــا عجائبَ لا تصــدَّقُ للعَيـــَـان
16 - شبابٌ واجهوا نيران غدرٍ بصـــدرٍ للرصاص بلا كِنان
17- شبابٌ عاهدوا الرحمنَ عهدًا وأَوْفوا عَهْدَهـُـمْ قبلَ الأوان
18- وللحرية الحمــــراء مَهـْــرٌ دمٌ في ساحـةِ الميـدان قان
.......................
19- وفي شحاتَ والبيضاءِ أهلٌ هُمُ الفرسانُ في يوم الطعان
20- وهبّتْ من معاقلها أســــودٌ بدرنــــة من أقاصيها ودانِ
21- وطبرقُ لم تلنْ يومًا لطــاغ ولم ترضَ التوليَ والتواني
22- وقبـَّةُ مجدِنا كانت وتبـــقى بوجه الظلمِ رابطـةَ الجَنـان
23- وأهلُ الكفـرة الأحرارُ قاموا بلمَِ الشمل في الدور العِـرَان
24- وفي جالـو وأوجلة اعتصامُ وفي الجغبوب ذاكرةِ الزمان
25- وأجدابيَّة الأحـــــرار ثـارت كعادتهــــا لنصـرة كلِّ عـان
26- فضحَّى أهلها وأبوا رضوخا وما عُرفوا بلينٍ أو لِيـــــان
27- هم الأقسى على الأعداء قلبا وإن كانوا الأرقَ مع الأمان
28- هم الشعراءُ فرسانُ القوافي وفرسانُ الملاحــم و الطعان
29- وفرسانُ البُريقة شرَّفونـــا فصـدوا كل مرتـــــزق ٍ جبان
30- وفي راس الأنوفِ سما رجالٌ إلى العلياءِ من تحتِ الدخان
31- وبنْ جــــوَّادْ قد أبدت صموداً بوجهِ الظلم مانعـــة َالعِناَنِ
32- تَسَاقط ُطائراتُ البغي رعبًا هناكَ تساقطََ َالرُّطبِ المُشان
.................................
33- وفي مصراتةَ الثوارُِ جيــــلٌ يُعيدُ كرامــــة الوطنِ المُهَان
34- صبورٌ في الشدائد قد علمتـم كطودٍ لا يُزحـــــزحُ من مكـان
35- ومعركة المطــار بها رأينا بني السعدونِ في هـذا الزمـان
36- أرَوْنا في المعارك كلَّ ليثٍ غيورٍ ما لـهُ في الساحِ ثــانِ
37- وفي الزنتان آسادٌ تنـــادوا وهم يتسابقونَ إلـى الجِنــان
38- فصدّوا كلّ مأجـــورٍ وأردوا قتيـــلا كـــلَّ مرتزق مُدَانِ
39- وفي جادو وفي الرجبان قومٌ تنادوا للتلاحــــم والتفانـــي
40- وفي نالوتَ في كاباوَ أهـــــلٌ تــــردُّ الضيمَ عن تلك القِنان
41- تلقنُ ذلك العربيدَ درســـــــًا ستحفظهُ السنونَ مدى الزمان
42- ويفرنُ سامها الطاغوتُ خسفا وما رضختْ لـــه في كـل آن
43 - وكانت قلعة الأحرار فيهــــا تصدُّ كتائبَ الجيشِ الجبـان
44- وكِكَّلَة الشموخ بها رجــــالٌ أباة الضيم، فرسانُ الطعان
45- فكانــوا رغم قلتهم أســودًا لهم في الحرب شأنٌ أيََّ شأن
46- ورابطة الفؤاد أبتْ سماعـا لتضليلات ذاك البهلــــــواني
47- ومن جندوبةَ التاريخُ يـروي فعالَ الثائرين علـــى ميانـي
48- ومن غريــانَ كم هبت جموع تنادي بالقصاصِ من الجبانِ
49- لهم في كـــــل منعطفٍ شهيدٌ وروّوا بالدِّمَـــــاء أبَا غِلان
50- وفرسانُ القبائل في اصطفافٍ بمــزدةَ بالبنـــادقِ والسنـانِ
51- تنادَوا للتلاحم في صفـــوف كمـا البنيان، والرحمـنُ بانِ
52ـ لرد الظلم عن أرضٍ وعرضٍ كما كانَ الجدودُ مدى الزمان
53- وفِي امْسلاتةَ الثوار هبـُّــوا وشدُّوا الأزْرَِ في ذاكَ البيــان
54- وأهلُ الخمسِ قد هبوا سراعًا لتأمين السواحل والمـــواني
55- وأهلٌ في زوارةَ قد تنــادوا على الباغي بيــــــوم أرْوَنان
56- رأينا في معاركهم ليوثــــــا ترابض في الشوارع والمباني
57- وغطوا الأرض بالشهداء فخرا وروَّوها بأحمــــــرَ أُرجواني
............................
58- وزاوية المكــارم قد تنـــادت لتــردعَ كلّ مأجــورٍ مُـــدَان
59- وسطر أهلها مجدا، وأضحوا لهم عُمُرٌ من الأمجاد ثـــــان
60- وصدوا كل طاووسٍ وداسُوا علــى خيلائهِ ، والصولجــان
61- وجاؤوا للتلاحم في جمـــوعٍ لفكِّ الطوقِ عن أم الحســان
62- طرابلسَ التي خاضت قتــالا على رمـــز التخلف والهوان
63- بسوقِ الجمعة ِالأبطالُ ثـاروا مــع فتيــان جنــزورٍ وهاني
64- فسلْ فشلومَ كم صدّتْ هجومًا وتاجــوراءَ عن ذاك الطعان
65ـ وعنــــد النوفليين التحــــــــامٌ يقضُّّّ مضاجعَ الصنم الجَبَان
66- فأصواتُ الرصاص لهـا دويٌّ عنيفٌ في الشــوارع والمباني
67- دمُ الشهداءِ لا يغدو هبــــــاءً هتافٌ كم يجسد من معــــانٍ
68- وفزانُ النخيلِ بها رجــــــالٌ حمــــاةٌ للحمــــى في كـل آن
69 - فما عرفوا التوليَ يومَ زحفٍ سلوا محروقة ًوجريستياني
70- وأبناء الطوارق لم يلينــــــوا وفي الواحات فرسانُ الطعـان
71- وســــوكنةُ وودانَُ وهـــونُ ثلاثتها كعقدٍ من جُمــــــــان
72ـ تشكل في توحدها صمــــودا يُصابُ له المُفـــزَّعُ بالحِران
73- فهذي ليبيا يا من جحدتــــــم تـــرَى راياتها فوق العنـــان
74- وقدْ هُدمتْ رموزُ الظلمِ فيهـا كما حُرقتْ مثاباتُ اللجــــان
75- ولن يبقَى لذاك العهدِ ذكــــرٌ سوى ذكرِِ الشهادةِ والجِنـَـانِ
...........................
76- ألا يا قاتلَ الأطفال عـــــــــار فقد قتِل الرضيعُ وذو الثمانـي
77- فكــــم روَّعتَ أرملةً وأمّـــًا لهــا قلبٌ على الأيتام حـــــانِ
78 ـ وكم جرجرتَ من شيخٍ وقورٍ وكـم أفزعتَ من خودٍ حَصَـان
ِ 79- ولكـنَّ الشعــوبَ وإنْ أصيبت هي الأبقــى بـــــربٍّ مُستعان
80- ألمْ تستحيَ من كَذِبٍ صُــراح وقلبِِِـِك للحقائقِ والمعانـــــي
81- وقلتَ أنا الضحية بعد ظلـــــم أمام الناس والمظلومُ جــانِ
82- فصرتَ اليوم مسخرة وتُـرمَى نهــــــــارًا بالنعالِ وبالشنان
...........................
83- وسيف الجاهلية قـــــد علمتم من (الكرتون) ليس بهندواني
84- تلألأ غمده زيفــــًا وأضحى كألفاظ تُـــــــــــلاكُ بلا معانِ
85- يهددنا ويوعدنا بحــــــرب ضروس في شوارعنا عَوانِ
86- أبعدَ الأربعيـــــنَ مَعَ اثنتينِ من التدجيلِ نرضــخ للهـوانِ
87- أبعدَ الأربعيـــــنَ مَعَ اثنتينِ نقابَلُ بالرصاص ِمن الجبان
88- فجامعة العروبة قــــد أدانت وما تغني الإدانة في المـدان
89- وبالإجماع قد رفعت نــــداءً لرفع الحيف عن شعب يعاني
90- وأبناء العروبة قد أقامـــــوا جســـورا للتكافــل والتدانـي
91 - ففي شنقيط قد ثارت جموع وأخرى في دبيٍّ أو عُمَـــــان
92- وأهل المغرب الأقصى تنادوا لنصرتنا مع الشعب اليماني
93- وأبنــــــــاء الكنانة ساندونا بما ملكوا وأهـــلُ القيـروان
94- وأهلُ الدوحة الغناء قامـــوا بتحريض العروبة والثمانـي
95- وأبناء الحجاز كما عرفنـــا لهم في كـــل مفخـــرة يدان
96- وقد هبت رياح النصر فجرًا وريــح النصـر طيبة البِنـــان
..............................
97- ألا فليعلم الأحرارُ أنـــــــــــا ننادي بالتوحـــــدِ والتفانـي
98- ننادي بالخلاص وقد سئمنـا عهـودَ البغي والقططِ السمانِ
99- سنبني دولة القانون يومــــا ومجتمعَ السماحـة والأمــان
100- ونغسلُ من ظغائنها قلوبــــا لتملأ بالمحبة والحنــــــــــان
101- ونرفعُ أنتمُ الطلقاءُ جهـــــرًا كقدوتنا إذا ما آبَ جَــــــــانِ
102- وتغدو ليبيا في الكون نجمــًا يُشار إليه حتمـــــــًــا بالبنان
103- فسجّلْ أيها التاريخُ سجّـــــلْ لشعبيَ في الزمانِ وفي المكان
د/ الخطاب الماي المزداوي
بريطانيا في 21 /03/ 2011 م
1 ) هذه المعلقة هي القصيدة الأولى في ثورة 17 فبراير من حيث الكتابة والسابعة من حيث النشر، فقد كتبت أثناء الأحداث التي سبقت قرار مجلس الأمن بشأن ليبيا من اجتماعات لدول الخليج ثم الجامعة العربية وما زامنها من مظاهرات التأييد في الوطن العربي شرقا وغربا وتفجر براكين الثورة من طبرق إلى الجبل الغربي مدينة مدينة وقرية قرية ، واستخدام الطاغية للقوة المفرطة بما فيها الطائرات في إخماد الثورة، فازدادت فورانا وجلب الطاغية للمرتزقة وتصدي الشعب لهم ولكتائبه المدججة ، ومحاولة التعتيم الإعلامي وقلب الحقائق ، والعالم يتتبع الأحداث والتطورات خاصة في قناة الجزيرة والعربية .
ولم يدر بخلدي آنداك أن أنشر ما أكتب لأني لم أتعود على نشر ما أكتب ولا أهتم بهذا الجانب، لأن لمطلوب لا يكتب والمكتوب لا ينشر، وتخوفا على أهلنا داخل الوطن ، حيث كنا نتصل بالإذاعات مثل الجزيرة والمستقلة وغيرهما وننقل وجهات نظرنا بأسماء مستعارة، وكم من عائلات شردت واقتيد الرجال وحتى النساء للمساءلة لأن أحد أقاربهم اتصل بالجزيرة أو العربية من لندن أو باريس أو أي مكان في العالم .
وبمناسبة اقتراب الذكرى الأولى لهذه الثورة المباركة من السماء إن شاء الله أهديها إلى ثوارنا البواسل في كل مكان وإلى جرحانا سائلا الله أن يشفيهم وإلى أسر الشهداء ، وإلى كافة أبناء شعبنا ومن ساندنا على إنجاح هذه الثورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق