لماذا تغض السلطات الحالية المؤقتة الطرف بشكل متعمد علي المتسلقين من أزلام نظام الطاغية؟
سؤال لطالما احترت في الإجابة عليه... فما الدوافع ياتري التي تدفع السلطات الحالية المؤقتة سواء كانت متمثلة في الحكومة الحالية المؤقتة أو المجلس الانتقالي المؤقت إلي المضي قدما في تحدي احد اهم مطالب الشعب وذلك بالسماح للمتسلقين من أزلام الطاغية لا بارك الله فيه بالاستمرار في تسلقهم...فالواقع علي الأرض يثبت ان السلطات الحالية المؤقتة المتكونة من أشخاص يدعون الوطنية تتغاضي عن هؤلاء المتسلقين, لا بل حتي تقوم بتنصيب بعضهم في بعض مراكز الدولة الحساسة, لاشك أن هذا الأمر سوف يعمل علي تنمية الشعور بالتشكيك في مدي صدق المجلس والحكومة تجاه الأهداف والمطالب التي قامت من اجلها ثورتنا المجيدة.
فهولاء المتلونون المتسلقون لطالما مجدوا الطاغية وطبلوا له وباعوا أنفسهم ووطنهم وقرروا الاصطفاف في طابور المقبور مقابل المال والجاه... هولاء هم الذين ساهموا بإطالة عمر نظام الطاغية, ولا ننسي أن العديد منهم لم يدخر جهدا في سبيل محاولة إخماد شرارة ثورتنا المجيدة.
أقول وللأسف الشديد, إن تعمد المجلس والحكومة لعدم استبعاد هؤلاء من جميع المناصب السيادية الحساسة في الوقت الراهن سواء كانت في داخل الوطن أو خارجه لهو بمثابة خيانة لشعبنا الذي دفع بكل ما يملك من اجل تحقيق أهداف الثورة ووضع نهابة ليس للطاغية فقط, بل ولكل أزلامه.
ألاف الليبيين الأحرار مازالوا معتصمين في الساحات والميادين متحملين برد الشتاء القارص مطالبين السلطات المؤقتة بتطهير المجلس والحكومة ومؤسسات الدولة من أنجاس الطاغية وتصحيح مسار الثورة. فهل تستمع اذان المجلس والحكومة لصيحاتهم؟
أخيرا ونتيجة للضغط المتواصل من قبل الإخوة الأحرار قررت السلطات الإذعان لبعض المطالب في محاولة منها لامتصاص غضب الشارع وقررت عدم الخوض في موضوع المتسلقين والذي يعد من أهم المطالب, كيف لا وهو بمثابة المقياس والمعيار الرئيسي لتقييم نجاح ثورتنا..ما نراه الان علي الأرض وللأسف الشديد يثبت أن ثورتنا لم تنجح مئه بالمئه .
لذا يجب علينا السير علي الدرب والمضي قدما في المطالبة بحققونا بالطرق الحضارية المشروعة ولنستمر معا في الاعتصام وكل بحسب استطاعته إلي أن تتحقق جميع مطالبنا وعلي رأسها استبعاد المتسلقين من أزلام الطاغية من جميع مؤسسات الدول الحساسة..
إن ليبيا المستقبل يجب أن تكون قواعدها صلبة متينة أسست بسواعد أبناء هذا الوطن من الأحرار الشرفاء المخلصين للوطن, أما إذا تمكن المتلونون والمتسلقون من الاندساس بيننا فلا شك باننا سنعود للصفر وسرعان ماتكون هذه القواعد آيلة للسقوط...
أخيرا/ أود أن انتهز هذه الفرصة لأخاطب جميع الإخوة سواء كانوا في المجلس الانتقالي المؤقت أو الحكومة المؤقتة وأقول لهم ارجوا من حضرتكم الاهتمام بالمطالب التي نادي بها الشعب من اجل تصحيح مسار الثورة وعدم تضييع الوقت في مواضيع هي ليست من صلب اختصاصاتكم ويجب ان تعوا جيدا بان كل القرارات والاتفاقيات الإستراتيجية طويلة الامد التي إتخذتوموها وتلك التي سوف تتخذونها نيجة عجزنا للأسف عن إيقافكم في أثناء هذه الفترة الانتقالية لن تكون سارية المفعول فور تشكيل الحكومة المستقبلية المنتخبة ديمقراطيا لان الحكومة المنتخبة هي وحدها صاحبة الحق في توقيع الاتفاقيات الإستراتيجية طويلة الأمد والتي تتماشي مع مصالح الشعب. فارجوا منكم أن لاتستبيحوا لأنفسكم الحق في شي هو ليس من حقكم....
وفقنا الله وهدانا لما فيه خير بلادنا وعاشت ليبيا حرة أبيه يسودها الآَمن والرخاء.
والسلام خير ختام.
رياض بلعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق