بطولة الأحفاد تعزز بطولة الأجداد ،، أسعدنى جدا أن أدعى للكتابة عن هذه الملحمة وأسعدنى أكثر أن نذكّر بهذه المناسبة المباركة وقد تخلصنا من حكم دكتاتورى عائلى بغيض لنتحدث فى التاريخ، اى سجل حياتنا ، هذا السجل الذى تعرّجت فيه المسالك والسطور والكلمات بين نهوض وهبوط ولنطوف معه وبه بين سير عطرة هى سير أولئك الرجال الذين سطّر...وا أروع البطولات وتركوا لنا ما يمكن أن نفخر به وقد أضفنا اليه الآن ما يزيدنا فخرا ذلك هو النصر المؤزّر الذى حققه شبابنا فى ثورتهم العظيمة منذ ذلك اليوم الأغر ، يوم 16 فبراير 2011م اذا أحسنا اعمال الفكر فى ارتباط التاريخين ( نوفمبر 1914م و فبراير 2011م ) واعمال الفكر فى التاريخ يعنى فهمه جيدا وادراك أبعاده ونتائجه وليس قراءة أحداثه فقط، ذلك أن الفهم يختلف عن القراءة لأننا لا يجب أن نبقى نتغنى بالتاريخ دون أن نفعل شيئا فى مجالات الفكر والعلم والحضارة والثقافة والتكنولوجيا من أجل تحقيق التقدم المادى والمعنى والانسانى يتجاوز ما تحقق فى الجانب العسكرى خصوصا أننا تأخرنا كثيرا خلال القرن العشرين الذى يمكن أن يسمى عصر المعجزات العلمية اذ أصبح كل شىء فى متناول الانسان بداية من التغلب على جميع الأمراض والعاهات الى تسخير العلوم الانسانية والتطبيقية فى خدمة البشرية ، انه عصر الذرة والترانسيستور والانسان الآلى والكمبيوتر وغزو الفضاء ، ولقد كان بودى أن أتناول موضوع يتعلق بالسياسة والاقتصاد لأننى من عشاق تلك المواضيع لكننى رأيت أن أكتب فى موضوع لابد أنه يشغل بالكم فى الوقت الحاضر وقد خرجتم من حرب فرضت عليكم دون أن تكونوا راغبين أو مستعدين لها ولقد وفقكم الله فى خوض غمارها بنصر سيذكره لكم تاريخ بلادكم كما ذكر تاريخ الآباء والأجداد الذى سأتناول جزء منه فى هذا المقال ، ولابد أن يتساءل المرء ماذا بعد كل هذه التضحيات الكبيرة رحم الله من أستشهد فيها وأفاء بالصحة على من جرح خلالها ، وسؤال ماذا بعد ؟ يهم الجميع،؟ عندما نتحدث فى التاريخ ندرك أنه موضوع يشمل كل شىء كالسياسة والاقتصاد والجغرافيا والانسان والارض واذ كان قد شابه بعض الخلط والتزوير عن قصد من جهول لا يرى الا نفسه خلال حقبة مظلمة مرت بها بلادنا فأنه من الواجب أن يكون الحديث فيه شاملا، : ولهذا نقول هناك رابطان عظيمان بين ملحة معركة قارة سبها وملحة معركة الكشاف : الأول تاريخى والثانى عرقى فكان رجال الزنتان هناك وكان رجـال الزنتان هنــا ولقد أخترنا أن نكتب عن ملحمة معركة قارة سبها التى قادها الشيخ سالم بن عبدالنبى الزنتانى ضد الغزو الايطالى سنة 1914لأنها كانت الفيصل والفاصل فى مرحلة الجهاد الليبى بغية ربطها بملحمة معركة الكشاف وان أختلف المكان والزمان فى حين لم يختلف أصل الذين قاموا بالمعركتين وفى محورين هما : 1- ملحمة معركة قارة سبها أثرها وتأثيرها فى مسار الجهاد الليبى ضد الطليان أ – الوضع العسكرى قبل معركة القارة بين الليبين والايطاليين ب- معركة القارة ونتائجها 2- ملحمة معركة الكشاف بالزنتان أثرها وتأثيرها فى مسار قهر كتائب القذافى أ – الوضع العسكرى بين الثوار وكتائب القذافى قبل المعركة ب – نتائج المعركة بين الثوار وكتائب القذافى ومرتزقته أ – الوضع العسكرى – كان مؤتمر برلين قد أنعقد سنة 1878 م وصارت الدول الأوربية تتنافس على تقسيم بلدان العالم الثالث ووسط أوربا وكان التنافس على أشده بين كل من ايطاليا والنمسا والمانيا وبريطانيا وروسيا وجرت أثناء ذلك الاتفاقات والمساومات حيث ظهر مصطلح الرجل المريض باندلاع الثورة فى البلقان ضد الدولة العثمانية وحدث التنافس الشديد بين ايطاليا وفرنسا حول تونس فبادرت فرنسا باحتلال تونس سنة 1881م ولكى يتم استرضاء ايطاليا بادر وزير خارجية بريطانيا اللورد ساليزبوى قائلا ان الشواطىء والاراضى فى الشمال الأفريقى متسعة لكل من ايطاليا وفرنسا وعلى ايطاليا أن تحتل ليبيا القريبة منها هكذا كان الحال قبل الحرب العالمية الأولى وكانت الدولة العثمانية لا تحرك ساكنا اما لأنها لا تدرى ما يدور بين هذه الدول ( وهذا أمر مستبعد )أو أنها كانت غير قادرة على مواجهة الأحداث ( وهذا محتمل ) ومنذئذ صارت ايطاليا تعد العدة لاحتلال ليبيا التى أعلن ساستها أن هذه ستكون الشاطىء الرابع لدولتهم وأن احتلالها سيكون نزهة ولم يمر وقت طويل حتى وجهت انذارا للدولة العثمانية باخلاء ليبيا ثم مباشرة بدأت بالغزو بحرا وجوا وهى دولة أوربية صناعية تملك جميع أنواع الأسلحة المتقدمة جدا كالطائرات والبواجر البحرية الحربية والمدفعية من جميع الأعيرة والرشاشات المختلفة وأعلن الليبيون الجهاد بعد أن وجهوا رسالة الى الباب العالى أملا فى المساعدة وعندما أيقنوا أن الدولة العثمانية لم يعد يعنيها الوضع فى ليبيا وهى تواجه ثورات فى البلقان قرروا الدفاع عن بلادهم ورفض التدخل الأوربى الايطالى ولم تكن لهم وقتذاك دراية بالحرب ولا معرفة حتى بشكل الطائرات وغيرها ولا يملكون الا بنادق قديمة وذخائر قليلة ،، ب- نتائج معركة القارة فى سبها – كانت الحرب سجالا بين من يملك كل شىء ومن لا يملك الا القليل ، وكان الطرف الأول غازيا متغطرسا يأمل فى اعادة أمجاد روما القديمة على حساب بلد من العالم الثالث ، وكان الطرف الثانى مؤمنا بالدفاع عن الدين والوطن والكرامة ، كانت القوات الايطالية بقيادة ضباط طليان تخرجوا من كليات عسكرية عريقة بقيادة جنرال يدعى ميانى يحمل الكثير من النياشين على صدره ، وكان المجاهدون أفرادا وجماعات فى أيديهم بنادق قديمة وذخائر قليلة وقادتهم لا يختلفون عنهم من حيث التسليح ولم يدخلوا حربا نظامية ولا تخرجوا حتى من المدارس العادية تقدمت القوات الايطالية بعد قتال عنيف فى هذا الموقع أو ذلك وكانت تزوّد بالمؤن والمعدات والأسلحة عبر البحر من بلادها وكان المجاهدون لا يملكون من المؤن الا القليل من التمر وهو يأتى من بعيد والذخائر نادرة ، وللتاريخ نقول أن الضباط الأتراك الذين رفضوا الانسحاب رغم تخاذل دولتهم أعانوا المجاهدين الليبيين فى القتال وفى التنظيم والتدريب ، ولكن قوات الجنرال ميانى كانت تتقدم حتى أنها وصلت غات فى جنوب ليبيا بعد أن جعلت من قارة سبها القيادة الثانية فى حين جعلت القيادة المركزية الايطالية فى غات اى بأقصى الجنوب الليبى وأعتقد الجنرال ميانى أنه قد يهنأ فقد أحتل ليبيا وما على الدولة الايطالية الا أن تعلن أنها تملك الشاطىء الرابع ،وقبل ذلك كانت جبهات المجاهدين فى الجنوب تتكون من ثلاثة ( الشرقية بقيادة عبدالنبى بالخير وورفله ومن معهم الوسطى بقيادة سالم بن عبدالنبى والزنتان ومن معهم الغربية بقيادة محمد فكينى والرجبان ومن معهم ..) ونظرا للظروف الحياتية الصعبة وعدم التزود بالمؤن والذخائر لم يكن من الممكن أن تستمر هذه الجبهات وبالتالى تشتت وأمكن للقوات الايطالية أن تتقدم الى القارة وبعدها الى غات ، وكان الشيخ المجاهد سالم بن عبدالنبى الذى أشتهر بالذكاء والقدرة على التخطيط قد أدرك ضعف مركز قوات ميانى بسبب بعد أطرافها فقرر أن يعد لضربها من الوسط اى من قارة سبها وهكذا أعد العدة مع عدد من الرجال لا يتجاوزون المائة مجاهد وهجم مساء يوم 27 نوفمبر 1914م على القارة ولم ينبلج صباح يوم 28 نوفمبر الا والمجاهدون قد سيطروا بالكامل على القارة بما فيها ومن فيها وكانت هذه العملية الجريئة قد جعلت القوات الايطالية تعود هاربة الى مصراتة لتحتمى بمدافع البوارج البحرية ، ولقد قال الضابط المؤرخ الايطالى (بيلاردينيللى ) فى كتابة المعنون باسم ( القبله ) أن الشيخ سالم بن عبدالنبى مثل الذئب يشم الحديد تحت الأرض ... أ - الوضع العسكرى بين ثوار 17 فبراير وقوات القذافى قد لايصدّق أحد اذا ما سمع أن نظام يسمى نفسه وطنيا قد أستخدم جميع الأسلحة الفتاكة بما فيها الطائرات المقاتلة ضد شعب بلادة لمجرد أن هذا الشعب قد طلب الحرية من حكم جائر دام أثنان وأربعون سنة لم يقدم فيها هذا النظام خدمة لشعب بلد من أغنى البلدان بثرواته الهائلة وقد أدخله حكمه ذاك فى مغامرات عسكرية كانت جميعها خاسرة وحاول قتل روح المقاومة فيه حتى أنه وصفه بالجردان اعتقادا منه أنه لن يرفع صوته ولن يقدم على اطلاق رصاصة واحدة ، ولأن القذافى سيطر على كل شىء فى ليبيا وأقام حكم العائلة أعتقد أنه تربع على قمة العالم !! كانت قوات القذافى تملك الطائرات المقاتلة من جميع الأنواع والدبابات الحديثة والصواريخ المختلفة والأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة مكدّسة فى وسط البلاد وأطرافها وبالقرب من كل مدينة وقرية وقد جلب المرتزقة من كل مكان قادة وأفرادا وخبراء، وعندما أرتفع صوت الحق مناديا بالحرية والانعتاق من ربقة الظلم والطغيان قال القذافى أنه سيحرق الأرض والانسان والشجر والحيوان بتعبير (جمره جمره ) وقد حرك جميع قواته الجوية والبرية والبحرية لآداء مهمة الحرق، ولم يكن رجال ثورة 17 فبراير يملكون غير بضعة بنادق ايطالية قديمة وأغلبهم ليست لديهم حتى هذه البنادق القديمة ولكنهم قرروا الاستشهاد فى سبيل الحق والحرية ، تحرك الشباب والرجال معلنين الله أكبر على من طغى وتجبر وصاروا يواجهون القوات المدججة بالسلاح وصدورهم عارية ويقتحمون التحصينات العسكرية بغية الحصول على السلاح أو الاستشهاد وكانت هكذا البداية ، توالت الانتفاضات فى كل مكان بليبيا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وتوالت قوافل الشهداء ولكن العزائم قوية والارادة صلبة ، سقطت بعض الحصون ومنها أقوى كتيبة فى بنغازى وأرتفع علم الحرية والاستقلال ، وقبل ذلك أرتفعت الصيحات بسقوط الحكم الظالم يوم 16 فبراير بداية من الزنتان وبعدها كانت المعارك وفى قمتها معركة الكشاف بجنوب شرق مدينة الزنتان .. ب - نتائج معركة الكشاف بين الثوار وكتائب ومرتزقة القذافى ،، وقعت معركة الكشاف يوم السبت 19 مارس 2011م بين شباب الزنتان وكتائب القذافى المدججة بأسلحة متقدمة ولم تكن المعركة متكافئة بين الطرفين على ضوء كل المعايير ، لم يكن لدى هؤلاء الشباب الذين يدفعهم الحماس الى التضحية بأنفسهم دفاعا عن دينهم وأهلهم وبلادهم غير بضعة بنادق ايطالية قديمة تنقصها فى الغالب الذخيرة ، ولعل أبلغ من عبر عن ذلك المشهد الصحفى الفرنسى السيد بيير الذى شهد وكان فى الميدان ، قال : أمام عينى مشهد غريب عجيب ،قوات هائلة بدباباتها ومدفعيتها وصواريخها تتقدم فى اتجاه بلدة تسمى الزنتان من الجنوب الغربى ، أزيز آلاتها يثير الرعب وأمام تقدمها عدد من شباب ورجال البلدة بلباسهم البسيط بعضهم لا يحملون اى نوع من السلاح الحربى وفى أيدى البعض الآخر بنادق أيطالية قديمة وبضعه رشاشات كلاشينكوف غنموها منذ ايام عندما هجموا على ثكنات عسكرية ، المشهد يوحى بأنه لا أحد يمكن أن يقف أمام تلك القوة الزاحفة بجنودها المزهوون بآلتهم الحربية وهم يرون أمامهم شباب ورجال بملابس بيضاء يتحركون ببطىء بين بعض التلال الصغيرة ربما دونما حذر ، قلت فى ذهنى مساكين سوف تسحقهم هذه الدبابات وتحيل عظامهم وملابسهم البيضاء عجينة فى التراب الأحمر، فى هذا الوقت فكّرت فى جهة ما الجأ اليها ، ولكن كيف ، فهذه الآلات غبارها يغطى المنطقة ويا للهول ، هل سأرى هؤلاء الشباب مسحوقون تحت جنازير الدبابات وكيف يمكن أن تمحى من ذاكرتى بعدئذ هذه الصورة ؟ تقدمت تلك القوات زاحفة وهى تقصف كل شىء وتقدم مقاتلوا الزنتان واذا بالأرض تهتز وكأن زلزالا قد وقع ! ما الذى حدث ؟ الشباب الذين فى أيدى بعضهم قنابل مولونوف يشقون صفوف القوة الزاحفة واذا بها تنقسم امامهم بلا نظام ، يا للشجاعة والفداء ، كيف يحدث هذا ؟ لم اعد أرى غير غبار المعركة ، تراجعت تلك الجبال من الحديد ، هرب البعض منها فى اتجاه الجنوب وأنعطف الجزء الباقى الى ما عرفت بعدذاك أنه معسكر الكشاف الذى أشتهرت به المعركة فيما بعد ، أصوات التكبير ترتفع ومعها تقدم الشباب الذين يقفزون على ظهور راجمات الصواريخ والدبابات التى هرب رجالها ، وتساءلت عندئذ ماذا سيفعل هؤلاء بآلات ربما لم يعرفوها من قبل ؟ وقلت يا للهول هاهم يقودونها وهاهم يقصفون تجمع القوات التى دخلت المخيم الكشفى بالصواريخ ، الشباب يكبّرون ( الله أكبر) كلما سقط منهم قتيل وهم يقولون شهيد، علمت فيما بعد أن عدد القتلى كان كبيرا والجرحى كان أكبر وهذا شىء متوقع فقد كانت دبابات الجيش فى بداية المعركة تقصف كل شىء يتحرك ودون تمييز، أنقشع الغبار فاذا بالأسلحة الثقيلة تختبى بين أشجار مخيم الكشاف وشباب الزنتان يحاصرونها وقد تمركزت العربات التى تحمل صواريخ الجراد التى غنموها حول المخيم وصارت ترميه بالحمم ، لقد تغيّر الوضع وصار القوى المعتدى ضعيفا خائفا وأظن أن هذه المعركة قد قررت مصير قوات القذافى وبيّنت أن هؤلاء الناس لا ينهزمون ، وكان آخر سؤال فى ذهنى يقول ماذا كان سيحدث لهذه البلدة لو أنتصر جيش القذافى ؟ – أنتهى وردّنا أن هؤلاء الشباب الذين منحوا أرواحهم لخالقهم ايمانا بالنص القرآنى الكريم ( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ..) سؤال السيد بيير ( ماذا كان سيحدث لهذه البلدة لو أنتصر جيش القذافى ؟ الجواب عليه يقول من بيت الشعر العربى : ( قد يهون العمر الا ساعة وتهون الأرض الا موقعا ..) وما كان لهذا الظالم أن ينتصر فهو مثل الوالى الايطالى ( بادوليو ) أثناء العدوان على ليبيا الذى قال : ان تجبرونى على الحرب فسوف أخوض غمارها بأساليب ووسائل شديدة فعالة لن تمحى ذكراها أبدا ، فلن يذوق اى متمرد طعم الراحة والاطمئنان لا هو ولا عائلته ولن تسلم ممتلكاته ولا قطعانه من بأسى ، سوف أدمر كل شىء من بشر وجماد ، وأن هذه هى كلمتى الاولى ولكنها الأخيرة أيضا ، ولقد قال القذافى أنه سيدمر ليبيا وسوف يجعلها جمرة وكان الله أقوى منهما وقد نصر الليبيين وكل منهما ملعونا الى الابد والسلام
د- عبدالوهاب محمد الزنتانى
lovely jubbly fantastic thanks so much
ردحذفHave a look at my page accident claims
payday loan no credit check uk was exceptionally speedy to acquire the ball rolling, and to this point
ردحذفthey have been rather beneficial. I didn’t even contemplate
pushing via with cash loans.
Even so, immediately after I had provided Americash each of
the details and also the appraisal was comprehensive,
they started off to become less and less instant cash loans online responsive.