الى من قد يهمه الامر

                ********* الى من قد يهمه الامر ********* 

 الى غالبية اعضاء المؤتمر الوطني الا من رحم ربي , الى غالبية اعضاء الحكومة او جلهم, الى الوكلاء والمدراء العامون والذين جاءوا الينا من كل اصقاع المعمورة زاحفين (زي الدبيون) ليعوضونا عن تلك السنوات العجاف والتي عانى فيها الليبيون ما عانوا ولبسوا فيها ما لبسوا واكلوا ما كتب الله لهم من جمعيات وموزع فردي وحوانيت كانت الطريق الى التوابيت . لم تكن هذه الحوانيت هي الطريق الوحيد بل كانت المستشفيات ايضا تؤدي دورا مهما في هذا الاتجاه من خلال الادوية الاصلية الممتازة من مصر والسودان والاردن بل ومن بوركينا فاسو. كنتم تشجعوننا من وراء البحار وتشدوا على ايدينا لاسقاط طاغية لم تذوقوا طغيانه وكنا نرى فيكم روح المعارض الصادق الذي اتيحت له فرصة الهروب فهرب . منكم من هرب بمخصصات السفارة ومنكم من اتى على ميزانية الشركة ومنكم من كلفه القذافي بادارة مجلة في الخارج تمدحه وتمدح نظامه وسيلت له الملايين وعندما انتهت مدته وطلب منه الرجوع اكتشف فجأة انه يمدح طاغية (فصك الفليسات وهرب بدينه وماله ) . ومنكم الكثير الذي بعثه نظام القذافي للدراسات سواء الدنيا او العليا لانه كان محظوظا او موصيا به او جزاء لما اقترفته يداه فاكتشف ان الحياة الحقيقية التي تستحق ان تعاش هي هناك وراء البحار والمحيطات حيث لاحرارة ولاصيف ولا وجوه ساهم القذافي في شحوبها. صرفت عليكم ليبيا الملايين وعندما اكملتم دراستكم وحان وقت رد الجميل للبلد اكتشفتم بان القذافي طاغية ودكتاتور ويجب معارضته من هناك من حيث الماء والخضرة والوجه الحسن . كنا نراكم في الاذاعات ونقراء تصريحاتكم في الصحف والتي قلتم من خلالها في فساد النظام ماقاله علي الشاعري في مدح من اسسه . توسمنا فيكم الخير ولاننا كنا بالداخل نعاني ولان الغريق يتمسك بقشة فكنا ننتظركم لانكم معارضة متعلمة وتتكلم في الانجليزي والالماني وحتى الخليجي . طال انتظارنا وايقنا بان صبرنا لن يكون من ورائه فائدة وانكم تتعيشون على ما تقولون وان معارضتكم هي اكل عيش , فكنتم تقبضون من الطرفين وتقتاتون بجروحنا والامنا ومصائبنا . ايقنا عندها بان (اللي ايديه في النار مش زي اللي في الميه او ربما في الويس....) وان الثورة يجب ان تكون من الداخل من الشباب الذين حرموا من الفرص التي اتيحت لكم , من الشباب الذي وصل الى سنكم ولم يستطع اكمال النصف المتبقي من دينه وحتى من اراد الباءة بالصيام ليحفظ الفرج كانت كتايب الداخلي تستضيفه لانه صام بغير موعد ويبقى معهم الى ان يكره الفرج وينتظر الفرج وهو وحده يعرف الفرق بين الفرجين. حدد الشباب الموعد وكان لهم ما ارادوا , ثاروا في الشرق لانه كان يسميها البيان الاول فلم تكن الا اسما على مسمى واجه زيو واخرون لانعلمهم الله يعلمهم الرصاص والبطش والتنكيل وكان الشباب يحملون الشهداء في كل مظاهرة لتكون وقودا للمظاهرة اللاحقة وكنتم تناصرون هؤلاء الفتية الذين امنوا بربهم من خلال ارتدائكم لربطات عنق تتناسب والمرحلة النضالية لتتنططون من اداعة الى اخرى كنا نظنكم فرحين بما اتانا الله بعدها اكتشفنا بانكم ترصفون الطريق الذي ستهبطون عليه بعد ان ينهي زيو والغز وحسي ما عاهدوا الله والوطن به. ناصرشباب الزنتان وشيبها الثورة في بنغازي بعد ان رفضوا عروضه فقد كان يظن انهم مثلكم استطاع شراء الكثير منكم والادلة موجودة ولمن ارادها اقول ( قصور مصر وفلل امريكا والسفراء الذين تفاوضوا معكم لايزالون احياء) رفضوا كل العروض وانحازوا الى جانب اخوتهم في بنغازي الثورة شيبهم وشبابهم قالوا ان الزنتان لاتشترى بالمال وتبعهم الجبل عربه وامازيغيه ليتناسوا خلافاتهم ويوحدهم الهدف والمصير ويختلط دم الزنتاني والرجباني والنالوتي والقلعاوي والككلي وكانت مصراتة ورجالها هي الشوكة التي وقفت في حلق القذافي لتنهي اخر حلوله بتقسيم ليبيا , وكنتم من وراء الشاشات ترتعدون وتخافون من ردة فعل القذافي من سحب قصوركم او فيللكم او ايقاف الاموال عنكم. عندما قال ذلك الرجل كلمته ( يا عطيك غدة اتغدك ) ايقنتم حينها فقط بان الشعب الليبي كله لم يعد ينتظركم وانه قال كلمته للقذافي. نصر الله المجاهدين وجئتم الينا من كل حدب وصوب تداعيتم علينا كما تتداعى الاكلة على القصعة ليس من قلتنا او لاننا كغثاء السيل او كزبد البحر بل لطيبتنا وتوسمنا الخير فيكم .جئتم وليتكم لم تاتوا قسمتوا المناصب فيما بينكم واهلكتم الحرث والنسل بل ولعبتم كعادتكم بكل خبث على الخلافات القبلية القديمة وحاولتم بدل الدعوة الى المصالحة والتسامح ان تسقوا بذور الفتنة كما علمكم كبيركم فقمتم بزيارات وتصريحات تصب في هذا الاتجاه ونسيتم بان الزنتان والمشاشية هم اقرب لبعضهم منكم ومن فتنتكم وان القذاذفة واولاد سليمان لن يبتلعوا طعمكم وان ورفلة ومصراتة يجمعهم اكثر ما فعلتم لتفريقهم وان زوارة والجميل لن يكونوا كما اردتموهم اخوة اعداء .. الان والان فقط اكتشفناكم واكتشفنا لماذا هربتم ولماذا عارضتم ولماذا جئتم . الان فقط نقول لكم وبكلمة واحدة قلناها لمن كنتم تخافون منه ارحلوا واتركونا بسلام اتركونا نحل مشاكلنا التي كنتم سببا فيها . ارحلوا عنا فالزنتاني والمشاي اخوة والمصراتي والتاورغي اصدقاء وشركاء والقذافي يحب جاره من اولاد سليمان والورفلي والمصراتي لن يكونوا الا احبة متناسيين الماضي الذي اوجدتموه. انها فرصتكم في الهروب فخارجيات بلدانكم تنصحكم بالخروج من ليبيا ونحن نعرف مدى حرصكم على تطبيق وتنفيذ هذه التعليمات اخرجوا منها قبل ان يخرجكم شباب الزنتان والرجبان وجادو وكاباو والقلعة اخرجوا منها قبل ان يفيض كيل مصراتة , اخرجوا منها قبل مايثور شباب بني وليد فانتم تعرفون جيدا ما تعنيه ثورة ورفلة , اخرجوا منها قبل ان تقول ورشفانة كلمتها وقبل ان يسبق السيف العدل من قبل بواسل الجنوب. اخرجوا منها قبل ان تثور العاصمة وسوق الجمعة وفشلوم . اخرجوا منها قبل ان يغمركم طوفان ترهونة وامسلاتة والخمس . نحن نعرف بان قلوبكم رقيقة ومشاعركم حساسة ومنكم من ذرف الدموع على مقتل سفير ونسى بانه سببا لذرف دموع وطن ولكن ابناؤه قادرين على تكفيف دموعه . حددنا موعدا لذلك فاحزموا حقائبكم والتحقوا باسركم التي لم تجازف مثلكم للقدوم الى بلدا تصل فيه درجة الحرارة الى الاربعين . ارحلوا عنا واتركونا نعيش حياتنا فلانريد شهاداتكم ولا خبرتكم ولا لغاتكم ولا ابتساماتكم الصفراء وقبل ان نستخدم ربطات اعناقكم في مارب اخرى. اللهم انا قد بلغنا فاشهد 

                بقلم \ د. ابوالقاسم الربو