المشروع النهضوي هو طريق المستقبل لا التنميه القشريه
على مفترق الطرق( السمافروات) تتكاثر وتتزدحم الأراء وتتعالى الصيحات وخاصتا في بلدان الربيع العربي لعدم وجود ضوابط مروريه .هذا الصخب المروري هو جزء لا يتجزء من ثقافة الشارع السياسي العربي والليبي خاصتا لتعرض شوارعه السياسيه لمد صحراوي أفريقي على مدي أربعة عقود أكل الأخضر واليابس فيها. في مفترق الطرق السياسيه الليبيه. نجد تيارات سياسيه تذكرني بالسيارات الليبيه المستورده و طريقة قيادتها من قبل دعاتها، فمنهم يمينيا في سياسته وسياقته ومنهم يساريا في سياسته و قيادته رغم أن ليبيا يمينيه في كل أحوالها وطرقاتها ( مثال عن اليساريه: الأحزاب العلمانيه). و اخرون يبحثون عن أي طريق، فالمهم عندهم هو إستمرار الطريق. وهناك اخرون من يريد طريقا خاصا بجهويتم وهناك من هو فنان في سلك الطرق الملتويه الخاصة بمصالحه. إختيار الطريق اللذي ستسلكه ليبيا بعد الانتخابات هو المرحله الحاسمه القادمه ، فالكل يدعي أن طريقه هو الأسلم والأسرع والصحيح والمختصر، والكل يزين لنا طريقه مدعيا أنه طريق التنميه المستدامه والرخاء والأمان. فبلا شك أحسب أن أي حكومه تفرز في المستقبل القريب سوف تفرش لنا المال والأعمال في سنينها الأولى، وهذا دأب كل سلطه جديده لم تحكم قبضتها على مقاليد الحكم، ولكن السوءال الذي يخيفني هو عن الضمانات المطلوبه بعد إنتهاء سنين العسل مع الحكومه الجديده، ففي راي الغير جازم أن الدستور وحده غير كافي، انما فصل السلطات و مراكز القوى هو الأضمن وخلق التوازن بينهم . حيث لا يغيب عن ذهننا أن حتى الطواغيت أمثال ألقذافي قد حكم ليبيا في أوائل سنينه بالتنميه والمشاريع التنمويه، وقام بانقلابه وذلك بوجود دستور في عهد المملكه. عموما وبالعوده الى إختيار الطريق و ما ادعوا إليه في مقالي هذا هو أن يكن توجه طريقنا وهدفنا هو خلق نهضه شامله لا الاكتفاء بالتنميه فقط، فالفرق بينهما شاسع ، فالتنميه قد تكون نتاج للنهضه وقد تكون مجرد قشره حضاريه والامثله على ذلك كثيره في الخليج العربي كالامارات على سبيل المثال. فهذه الدول تشهد تنميه قشريه قائمه على النفط والاستهلاك، وهي مهدده في أي لحظه ا بالعوده الى نقطة الصفر. وللاسف الشديد أن المزاج العام في الشارع الليبي ينشد هذا النوع من التنميه بل ويتغنى ويحلم بهذه الدول، وعليه فدعاة هذه الطرق من الاحزاب يدندون ليلا نهارا بالتنميه القشريه كما اسميها لكسب الأصوات الانتخابيه. أما عن طريق النهضه أحبائي أحدثكم، فهي طريق قائم على ترسيخ و تقوية العدل القضائي والاجتماعي و تطوير التعليم والزراعه والصناعه والتجاره العادله ( لا تجارة التوكيلات) وغيره من مناحي الحياه ثم بعد هذا تنتج التنميه الشامله الحقيقه وليس العكس. النهضه الشامله لكي اقربها للاذهان هي كالنهضه الزراعيه والصناعيه في أوروبا وغيره من النهضة في عالم الاتصالات والالكترونات التي ما زالت تتفجر في في جميع أنحاء العالم ما عدا الوطن العربي. النهضه للمتتبع للحركه العلميه وعلاقتها بالمجتمعات الفكريه يجدها لا تقوم إلا على أسس قويه من الفكر و التنظير والايدلوجيا. فالنهضه الاوروبيه قامت بعد الانشقاق في العالم المسيحي وخروج العقيده البروتسنتاتيه ، وكذلك النهضه الصينيه القائمه على الفكر الشيوعي ، وأيضا النهضه الأمريكيه القائمه على خليط من العقيده البروتسنتاتيه وما يسمى بالحركه التنويره في الفكر العالمي. الفحوى من السرد السابق أن رواد النهضات الأوائل هم كانو ا من اصحاب عقيدة وفكر وراي ولم يكونوا مجرد أشخاص تنمويين متجردين لا فكر لهم ولا تنظير. والشواهد على هذا الطرح كثير في الفكر العالمي،فان قرأتم لباسكال وانشتاين وغيره من رواد النهضه الأوربيه تجدون في ثنايا كتبهم ومضات فكريه راسخه و واضحه ،بل وبعضهم لمح بان هنالك رب واحد لهذا الكون ونواميس تحكم هذا العالم البديع و هي صناعه إلهيه بلا أدنى شك. بالعوده إلى إختيار الطريق، فنحن معشر العرب والمسلمين نعلم علما يقينيا أن نهضتنا لن تقوم ابدا إلا بالعوده الى منطلقات الاسلام الحقيقي و اهدافه وليس مجرد مظاهره القشريه. هذه الايدلولجيه هي من بديهيات التاريخ العربي الأسلامي حتى عند غير العرب والمسلمين، فلما نفرط فيها والفرصه التاريخيه بيدينا الأن. وأريدكم في ختام قولي هذا أن تتاملوا كلمات الزعيم الصيني ماوتسي تونغ موءسس الصين الحديثه ونهضتها في قوله: أعط رجلا سمكه تشبعه ليوم واحد، علمه كيف يصطاد تشبعه مدى الحياة.
وليد عبد الرازق عمير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق