الثلاثاء، 6 مارس 2012

إننا فتية أمنا بربنا



اننا فتية امنا بربنا

 يا الله ... يا الله ... يالله عبارة صرخ بها أحد الليبيين الوطنيين اللذين توجهوا للمولى عز وجل في أن ينصر الثوار منذ اللحظات الاولى التي تداعى فيها جميع الليبيين في كل المناطق من الشرق إلى الغرب إلى الجنوب كلمات اشعلت حماس الشعب الذي أنتظر طويلاً هذه الفرصة السانحة التي منَّ الله بها على هذا البلد الجميل المتسامح في خلقه، الطيب بطبعه، الكريم في مشاعره وعطفه، العفو عند المقدرة، المحتضن لأخيه في الضراء. وحبى الله ليبيا بهذا الشعب وحباها بكنز أعلى من الجبال الشامخات وأعمق من المحيطات والبحار والنفط وأغلى من الأحجار الكريمة جميعها.
حباها الله بنعمة قل نظيرها بين الدول إنها لنعمة الشباب اللذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الله أولا وبإعلاء كلمة الحق التي تدنست في شوارع وأزقة وصحارى وبحار ليبيا. ليبيا التي حرف فيها القرآن وأنكرت فيها السنة النبوية وأستهزأ فيها على المصطفى صلّ الله عليه وسلم حين قال رأس الكفر (محمد زي ساعي البريد) حاشاه وألف ألف حاشاه وحسبي الله ونعم الوكيل، على أرضها وبين جبالها وصحاريها وهوائها، وأبائنا وأجدادنا ينظرون ويستمعون (لا أريكم إلا ما أرى).
ثم في سبيل العرض الذي انتهك وفاحت جرائمة في الجامعات (جامعة طرابلس الغرفة التي وجدت تحت مدرج رشيد كعبار "الأخضر سابقا") وأبائنا وأجدادنا في سبات عميق نائمون (وضربنا على أذانهم في الكهف سنين عددا) وشهادات الضحايا موجودة وموثقة ومستشفيات تونس شاهدة للعيان عن حالات الإجهاض للقاصرات من عمر 12 و 13 عاماً وما فوق.
ثم في سبيل الأرض التي أضاع جزء منها، قبل حرب تشاد كانت مساحة ليبيا تزيد عن 2 مليون كم مربع "كتاب أطلس سنة 1964" وأصبحت بعد هذه الحرب المشئومة، والتي شارك فيها من شارك طوعا أو كرها، وجاء اللذين قادوها يريدوا أن يحتلوا مكانه عالية في ليبيا الجديدة المشرقة بحول الله، وهذا لن يكون ولن نسمح به، أصبحت بعدها مساحة ليبيا لا تزيد عن 1.75 مليون كم مربع (أقليم اوزو) الغني بالثروات الطبيعية ولا حول ولا قوة الا بالله. وقد ضاعت مساحات كبيرة هائلة من ليبيا وأبائنا وأجدادنا يتفرجون ويحيون (الآن يريدون أن يحكمون).
ثم في سبيل المال، وما أدراك ما المال؟ شباب غير قادر على الزواج، بلاد متهالكة هالكة من بنى تحتيه وفوقية "إن صحت العبارة"، وتعليم بدون علم وتربية "والمعلم أصبح مدرس"، صحة بدون صحة، فقراء في كل مكان (كاللجان في كل مكان)، أموال تغدق لشراء الذمم فساد مستشري، ومقولة جوفاء (السَلَطَة والتُورَة هي فقط بيد الشعب) وأبائنا وأجدادنا يصفقون ويضحكون ولا يبكون. الآن أصبح السلاح بيد الشعب أيها ... عذرا لا استطيع ان أذكره لانه أصبح من الماضي البعيد.
يا الله ... يا الله ... يالله عبارة نادى بها صاحبها ليهز أشجانا كانت بداخل كل ليبي غيور على ليبيا التي كانت يتغنى بها البعيد قبل القريب:
يا ليبيا يا جنة
أجعل ترابك من تراب الجنة
في الستينات من القرن المنصرم أصبحت ليبيا كالغصن الغض الطري الذي يلين ولا ينكسر ... وأمست على مر أربعة عقود كالعود الجاف الذي ينكسر من أول سقوطه على الأرض ... ولكن بعزيمة الشباب ودماء الشهداء الأبرار باتت ليبيا كالصنوبر، عالية في عنان السماء بقوة شبابها وحنكة شيبها وتدبير نسائها الآتي كن في الصف الأول بجانب الرجل يداً بيد بكل ما اوتين من قوة وعزيمة.
أيها الشباب حان وقتكم ... أيها الشباب جاء دوركم ... "عذرا أبي عذرا جدي" ليبيا كانت بين أيديكم أمانة وأضعتموا الأمانة من فضلكم اتركوا لنا ليبيا فنحنوا من فككناها من فكيّ المفترس ويدي الطاغوت ونحن جعلنا من كان محتلها في غياهب النسيان بحول الله وقوته. وأنتم من عشتم وأعنتموه بهتفاتكم وتصفيقكم وصمتكم على ان يستبد ويستمر ويستمتع مع احترامنا لكل ما قاسيتموه من ضنك العيش ونهب للأموال وانتهاك للحرمات وزج في الحروب لا ناقة لنا بها ولا جمل. الشباب أول من قتل في الجامعات وانتم تنظرون (على مرئى ومسمع منكم) وأول من شُرِّد في الطرقات هم الشباب ...
إنها ليبيانا نحن الشباب اتروكوها لنا نبنيها بأعيوننا وفكرنا وعقلنا وقلبنا، وأعينونا بالمشورة ولا تقفوا في طريقنا بحكم الخبرة والمعرفة، فالمعرفة ليست مقتصرة على أحد، نستطيع أن نبنيها، نستطيع أن نجعل ليبيا "لو تركتمونا" في أعالي القمم أطلبها صراحة وبأعلى صوتي (نريد الحكومة الأولى من الشباب) نريدها أن تنطلق بفورة الشباب الذين تنادوا وقالوا جميعا "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ... الله أكبر الله أكبر ولله الحمد" كلمات ليست كالكلمات هزت عرش المتجبر والطاغوت وآلانت الحديد وحينما خرجوا يواجهون الطاغية بصدورهم في ميادين القتال (إنهم فتية أمنو بربهم وزدناهم هُدى) سورة الكهف الآية 13.
إن الشباب خير داعم لهذا البلد في هذه المحنة وأن أعطى الفرصة والتشجيع والقوة يستطيع الشباب ان يقود ليبيا في المرحلة القادمة وما بعدها. واستدل على ذلك بحنكة الشباب في القتال مع العلم بأنهم لم يحملوه يوماً، ولم يشاركوا في حروب الطاغوت والباطل، ولم يتدربوا في معسكرات التجييش لمدة سنتين، اكتسبوها من الواقع الذي فرض عليهم بدون موعد أو علم مسبق.
تواجدت لديهم العزيمة التي لم تكن لديكم وبفضل الله وعزته أولا واخيراً أعانهم لأنهم أخلصوا النية لله (وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا) سورة الكهف الآية 14، ولنا في سيد الخلق سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم أسوة حسنة حينما قاد الأمة كان في العقد الرابع من العمر (ولكم أسوة حسنة يا أولي الألباب)، لا تقولوا لنا تنقصكم الخبرة وبالتالي كونوا في الصف الثاني. عذرا أنتم كونوا من خلفنا وأدعمونا بالمشورة والنصيحة وأنيروا لنا الطريق ولو بشمعة، كونوا من خلفنا لو سمحتم. وتقبلوها منا مع فائق الاحترام والتقدير. يكفي ما انجزتموه من قبل مع النظام البائد المنهار الذي إلى زوال بحول الله وقوته ثم عزيمة الشباب.
يا معشر الشباب أطلبوها بصوت عالٍ وأنظموا بصوتكم إلى صوتي كونوا في الصف الأول لقيادة ليبيا كما كنتم في الصف الأول في القتال. أنتم القوة الجارفة في ليبيا وانتم من يقود التغيير من النظام السابق، لأن جُلًّ أبائنا وأجدادنا عملوا مع النظام البائد وخبرتهم لا تتعدى خبرتكم إلا ما نذر، ونسبتكم تفوق 65% من الشعب الليبي الأبي. هلموا إلى ليبيا إنها تناديكم ... ليبيا تناديكم ... ليبيا تناديكم ... ليبيا تناديكم. ليبيا فيها شباب.
قد حان وقت العمل حيّ على الفلاح ... حيّ على الفلاح ... الله الله يا شباب ليبيا ،،، الله الله يا شباب ليبيا ،،، الله الله يا شباب. هلموا ولنكون من يقود ليبيا هلموا لنبني ليبيا هلموا بنا نأخذ حق أخواتنا اللآتي انتهكت أعراضهن بالعمل وتطوير ليبيا وإزالة الظلم الذي وقع عليهن ووقع على أبائنا. نحن من ثرنا وقدنا المعارك إلى هذه اللحظة، وأن نأخذ بدماء شهداء ليبيا. قوتكم وعزيمتكم من ستقود ليبيا إلى بر الأمان.
أكررها مرة واثنتان وعشر إلى أن تصلكم واضحة صريحة قوية. شكراً جدي شكراً أبي شكر الله سعيكم واثابكم لما صنعتم، كنتم خير عون لنظام بائد وان لم تكونوا تعلمون. وتفكيركم يختلف عن تفكيرنا، نحن نستطيع أن نقود السفينة نحن نستطيع أن ندخل عمام البحر بعزيمة الشباب وفورة الشباب وحماس الشباب، نحن من سيطور ويتطور مع ليبيا.
أخيرا أريد ان أوجه رسالة إلى أبي وجدي، أنتم من نثر بذور الأزهار التي هي نحن الشباب، وحان الوقت لأن تستظلوا بنا وتجلسوا وتنظروا إلينا حتى نعمل ونكون بذور جديدة كالتي نثرتموها ... فشكراً أبي وشكرا جدي ... تقبل الله عملكم وشكر سعيكم ... وكما يقول المثل الشعبي (لكل دولة رجالها) ونحن رجال ليبيا الجديدة الفتية. ومن فضلكم وافسحوا لنا الطريق نريد أن نعبر الطريق بسرعة وحماسة وعزيمة الشباب ... وعاشت ليبيا حرة شابة قوية عزيزة.


 سفيان ابن عبدالرحمن
bazeen@gmail.com


هناك تعليق واحد: