الخميس، 8 مارس 2012

الفيدراليــــة فكرة ولدت ميتة




الفيدراليــــة فكرة ولدت ميتة 

للأستاذ: محمود محمد النـــاكوع

تأسست دولة ليبيا الحديثة عام 1951 وهي أول دولة دستورية عرفتها خارطة ليبيا الحديثة وكان 

ميلادها برعاية الأمم المتحدة .. وفى بداية تأسيسها كانت ملكية اتحادية . وسبب النشأة الاتحادية أن 

نتائج الحرب العالمية الثانية وضعت ليبيا الحديثة تحت ثلاثة قوى دولية : برقة كانت تحت الاحتلال 

البريطانى ومنها بدأت إمارة برقة برئاسة الأمير محمد ادريس السنوسى .

وفزان اصبحت تحت الاحتلال الفرنسى أما طرابلس فكانت تحت الاحتلال الايطالى حتى تمت هزيمتها 

وانسحبت من طرابلس عام 1943 . 

هذه النتائج العسكرية أدت إلى وجود ثلاثة كيانات جغرافية مهدت الطريق إلى ظهور فكرة الولايات عند 

الاستقلال واصبحت ليبيا تسمى " المملكة الليبية المتحدة " ولعل الظروف فى ذلك الوقت كانت تبرر 

الشكل السياسى الذى تم بناءه فى ليبيا فى ذلك الوقت . 

كانت البلاد والشعب فى حالة سيئة تعليميا واقتصاديا وعسكريا والدولة تعتمد على المساعدات 

الأجنبية .... وبعد اثني عشر عاما من الاستقلال اقتنع الجيل الذى أسس المملكة المتحدة برئاسة 

المرحوم الملك ادريس بأن نظام الولايات أي الفيدرالية لم يعد صالحا وجرى تعديل الدستور فى عام 

1963 والغي نظام الولايات واصبحت المملكة تسمى " المملكة الليبية " 

وتكونت الأجيال الجديدة وهي لا تعرف إلا ليبيا الموحدة وعاصمتها طرابلس وكانت الثقافة السائدة كلها 

ثقافة ليبيا الموحدة رغم كل المفاسد التى فرضها القذافى بقوة الحديد والنار ... لقد ظهرت بعض 

الأصوات الشاذه والضعيفة خلال حكم القذافى تتبنى بعض الشعارات الانفصالية فى شرق ليبيا ولكن 

الأغلبية فى ذات الشرق الليبى ظلت مع وحدة ليبيا . 

الآن وبعد ثورة 17 فبراير زاد التلاحم بين كل أطراف الوطن ... وأنتفضت مدن الغرب الليبى نصرة وهتافا 

لأهل الشرق وخاصة أثناء محنة بنغازى فى بدايات الثورة وسالت دماء أبناء الشرق الليبى فى أقصى 

الغرب الليبى وفى وسطه ... تم التلاحم بصور لا مثيل لها فى تاريخ ليبيا الحديث وظل الجميع ينادى 

ويتغنى بالوحدة الوطنية كبارا وصغارا رجالا ونساء .

المجتمع الليبى الآن قد تجاوز كل الصعوبات وكل الأسباب التى اضطرته فى بداية خمسينيات القرن 

الماضى الى النظام الاتحادى او الفيدرالى ...ولذلك فكل دعوة الى الفيدرالية هي فكرة ميتة واصحابها 

يحرثون فى رمال الصحراء ومن يتبنون هذه الدعوة لهم بواعث متعددة بعضهم من السياسيين 

الانتهازيين الذين يبحثون عن دور يمكنهم من الظهور والبحث عن مصالح تشبع لهم حاجات ورغبات 

نفسية واجتماعية معينة .... وبعضهم من اصحاب النوايا الطيبة مع سذاجة فى السياسة والفكر 

ويظنون أن الفيدرالية ستحقق لهم كل ما يريدون ... والأخطر أن تكون هناك مخططات خفية تمهد بهذه 

الدعوة إلى فصل المناطق الشرقية عن ليبيا فى اطار توازنات اقليمية واقتصادية . 

لاشك أن فكرة الفيدرالية ولدت ميتة فى هذه المرحلة ولن تجد قبولا من جل الأوساط الشعبية وخاصة 

الشبابية...... وأي تطور أو تصور لنجاح هذه الدعوة فى هذه الظروف ــ ظروف بناء الدولة الديمقراطية ـــ 

لا يخلو من شكوك حول الهدف من تحريك المشاعر الانفصالية وما يخالطها من أوهام وبناء قصور من 

الأحلام .....لقد أكد الشعب الليبى منذ ولادة ليبيا الحديثة أنه لا يقبل إلا بالوحدة وكانت جمعية عمر 

المختار فى الشرق الليبى صاحبة الموقف الوحدوي ولا تزال الاجيال تقدر ذلك الموقف ... وهناك جيل 

جديد من أبناء الوطن فى مدن الشرق الليبى هم ورثة جمعية عمر المختار وأهدافهاالوحدوية ولن 

يقبلوا بفكرة الفيدرالية العبثية فى هذه المرحلة الحرجة مرحلة التحول من الثورة إلى الدولة .

هناك 3 تعليقات:

  1. يا اخى الناكوع الزنتانى انجلبزى ورفض حتى التنازل على الجنسيه الانجليزيه عندما خير بينها وبين ان يكون سفير ليبيا و السلام

    ردحذف
  2. هذا الرجل عمر الكلص لم يتنزل عن جنسيته ابدا ولم يكن يوما عميلا وهو يستحق ان يكون سفيرا لليبيا وارجوك اللا تكون من الحاقدين والحاسدين وقول الحق او اصمت

    ردحذف
  3. Far more organizations would have cash loans instant far more revenue when
    they have this type of support. There was never ever any rapid speaking or stress, and also
    to me that usually means and says a great deal
    about an organization. We had a number of bumps guaranteed payday loan no credit check inside
    the street nevertheless they were addressed correct away.
    Keep up the terrific do the job, like to manage
    individuals who appreciate and appreciate
    their jobs.

    ردحذف